العدد 5869
الجمعة 08 نوفمبر 2024
banner
برامج التدريب VS برامج التعليم!
الجمعة 08 نوفمبر 2024

من منطلقنا في الكتابة في مستقبل الشعوب بروح اقتصادية، لعل أهم ما يواجه البشرية بيومنا هذا من تحديات، هو صناعة الوظائف! ولعل الأسباب كثيرة والحلول الترقيعية أكثر من الأسباب، وما زلنا ندور في نفس دوامة البرامج التدريبية على أمل أن التدريب سوف يجعل البحريني مؤهلًا أو مبتكرًا لشيء مجهول لا نعلم إن كان موجودًا أم لا، وبالتالي فإنه من المتوقع أن تطول فترة برامج التدريب لسنين، قد تكون أكثر من سنين الحياة الجامعية، ومن ثم يلحق ببرنامج توظيف مدعوم لمدة 3 سنوات، ومؤخرًا صدر قرار أنه سوف يتم رفع برنامج الدعم لغاية 5 سنوات، ما يجعلنا نتساءل، أليس هناك شيء مختلف في كل هذا والذي قد يقلل من تكلفة برامج التدريب وهذا التدوير من برنامج تدريب إلى الآخر؟! وهل هو قصور في عدد البرامج التدريبية أو نوعيتها أو حداثتها؟ أو لربما المناخ الاقتصادي المحلي لم يصل بعد إلى حالة الاستقرار الاقتصادي ليكون ملبيًا للطموح، ولادًا للفرص!

ولعل كلمة التعليم، فتحت الباب لذاكرتي، وأنا أم لطفلين قبل أن أكون رائدة أعمال، أو أعشق التحدي والاقتصاد والمال كثيرًا، كيف لي أن أصنع مستقبلًا مختلفًا لأطفالي وأنا أواجه هذا التحدي!

ومن الواضح أن الشعب البحريني المتعلم يولي أول اهتماماته في الاستثمار في تعليم فلذات أكباده، ولذلك نحن نرى أن عدد خريجي طلبة المدارس الخاصة قد ينافس أعداد الطلبة في المدارس الحكومية، ما قد يعكس بأن القدرة المالية حتى لو كانت متواضعة فهي جيدة إلى حد كبير، وبالتالي معظم البحرينيين لا يواجهون مشكلة حقيقية في دفع التكاليف الجامعية، ولكن يواجهون مشكلة حقيقية فيما بعد الجامعة في تحقيق أهدافهم بإيجاد وظيفة حقيقية ملائمة لأبنائهم، ويبقى السؤال ماذا يجب أن يكون مختلفًا لكي لا تتكرر نفس السيناريوهات لكثير من خريجي الجامعات، والذين أدخلوا برامج تدريب وتأهيل تفوق الخمس سنوات وصولًا إلى سن الثلاثين، ليبدأوا للتو باكتشاف إما أن خيار مسار الدراسة الجامعية كان خطأً فادحًا، أو أن المسار التعليمي الثانوي الذي أهلهم لهذه الدراسة الجامعية كان خطأً أكبر وأساس المشكلة!

ومن هنا ولأول مرة أرفع بكل صدق إلى صاحب السمو الملكي ولي العهد سمو رئيس الوزراء، رجل الرؤية البحرينية الأول، طلبًا ورجاءً من كل أم بحرينية بإعادة الاستثمار في البرامج التعليمية المجانية المساندة لطلبة المدارس الثانوية، ودعم المعاهد البحرينية بنقلة نوعية مختلفة جدًا تؤهل الجيل الجديد إلى حمل شهادة (IB) الدولية، التي ما زلنا نرى عددًا قليلًا يستطيع الحصول عليها، لنقلة نوعية في الحلول سوف تغير تدفق أعداد العاطلين نتيجة اختيارات جامعية سيئة، وتأتي بثمار نتائج مختلفة خلال الخمس سنوات المقبلة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .