العدد 5867
الأربعاء 06 نوفمبر 2024
banner
توسيع دائرة الاستفادة من منتدى بوابة الخليج
الأربعاء 06 نوفمبر 2024

اختتمت أخيرا أعمال النسخة الثانية من منتدى بوابة الخليج، الذي استضافته مملكة البحرين، وقد شكّل هذا الحدث بداية فصل جديد في رحلة المملكة نحو تحقيق رؤيتها الاقتصادية 2030، التي تهدف إلى تعزيز مكانة البحرين كمركز استثماري رائد في المنطقة.
إن انعقاد هذا المنتدى على أرض المملكة يؤكد جاذبية البحرين كبيئة خصبة للاستثمار؛ فقد تمكّن من جذب كبار المستثمرين ورواد الأعمال من مختلف أنحاء العالم، إذ شاركوا في نقاشات ثرية وأعلنوا شراكات استراتيجية واستثمارات نوعية تسهم في نمو الاقتصاد المحلي.
كما يعكس تنظيم واستضافة مثل هذه الفعاليات رؤية البحرين الطموحة نحو المستقبل، ويؤكد عزمها على تبوؤ مكانة رائدة على مستوى المنطقة والعالم في جذب الاستثمارات النوعية، وفي هذا السياق، كلي تقدير للجهود الحثيثة التي بذلتها الجهات المنظمة والداعمة لهذا المنتدى المهم، وحرصها الدائم على تقديم الأفضل وفتح الأبواب أمام مزيد من الفرص الاقتصادية. 
ونحن فخورون بأن نشهد انعقاد مثل هذه الفعاليات الدولية هنا في البحرين، التي لا تعزز حضور المملكة على خريطة الاستثمار العالمي وحسب، بل تؤكد التزامها بتوفير بيئة استثمارية آمنة ومستقرة، فقد شهد المنتدى مشاركة شركات عالمية من قطاعات متعددة، إضافة إلى حضور بارز من قادة الاقتصاد والاستثمار، وهو ما يشير إلى الثقة العالية التي تتمتع بها المملكة بين المستثمرين العالميين، هذه الثقة التي جاءت بفضل التسهيلات الكبيرة التي تقدمها البحرين، وبنيتها التحتية المتطورة، وتميزها بإطار تشريعي داعم لنمو الأعمال، وهي عوامل محورية تجعل المملكة وجهة مثالية للاستثمار في مختلف المجالات.
ومما يبعث على السرور، ما تمخض عنه المنتدى أيضا من إعلان عن مجموعة من الصفقات والاستثمارات النوعية بقيمة تتجاوز 12 مليار دولار، تبشر بمستقبل واعد لاقتصادنا الوطني، إذ إنّ وجود مثل هذه الاستثمارات النوعية يعزز داخلنا شعور التفاؤل والأمل بأن البحرين قادرة على تبوؤ مكانة مرموقة كمركز لصناعة المشاريع الاستراتيجية.
ونحن نتطلع إلى رؤية نتائج ملموسة لهذه الاستثمارات في قطاعات متنوعة تشمل التكنولوجيا المالية، والطاقة النظيفة، والخدمات اللوجستية، والبنية التحتية الذكية، التي من شأنها دعم مساعي المملكة نحو التنويع الاقتصادي وزيادة مساهمة القطاع غير النفطي في الناتج الإجمالي المحلي، الذي تستحوذ الاستثمارات على نصيب الأسد فيه، فقد أصبح حجم الرصيد التراكمي للاستثمارات الأجنبية المباشرة في البحرين بنهاية 2023 مقاربا لما نسبته 99.7 % من الناتج المحلي الإجمالي، وهو ما يشكل إحدى أعلى النسب في العالم، ويفوق المتوسط العالمي بنسبة 46.9 %.

وكمجتمع تجاري، ورجال أعمال، نأمل أن نرى نتائج هذا الحدث سريعا وأن تعود هذه الاستثمارات بالنفع على القطاع الخاص، وذلك عبر خلق فرص عمل جديدة، وزيادة فرص التعاون مع الشركات المحلية، خاصة أنّ وجود هذه الاستثمارات النوعية يلهمنا كرجال أعمال للعمل بجدية أكبر وتبني الابتكار في مشاريعنا الخاصة؛ لأننا نرى في هذه الفرص الدولية تحفيزا لنمو الشركات البحرينية ودعم تنافسيتها على الصعيدين المحلي والدولي.
وبرأيي أنّ الآثار الإيجابية لمنتدى بوابة الخليج ستتجاوز النطاق الاقتصادي لتصل إلى الحياة اليومية للمواطنين، إذ إنّ الاستثمارات في المجالات الحيوية، مثل التكنولوجيا والطاقة المتجددة، تسهم في تحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين وتوفير بيئة معيشية أفضل للجميع.
وعلاوة على ذلك، إنّ تعزيز مكانة البحرين كمركز للأعمال والاستثمار من شأنه أن يجلب فرصا جديدة للشباب البحريني، ما يسهم في بناء جيل متمكن قادر على الابتكار والتطوير، ومن الممكن أن تكون هذه الاستثمارات بوابة لمزيد من المبادرات التعليمية والتدريبية التي تدعم توظيف الشباب، وتمكنهم من تطوير مهاراتهم بما يتماشى مع متطلبات السوق العالمية.
وأنا كرجل أعمال ومواطن بحريني، على يقين بأن البحرين قادرة على مواصلة هذا الزخم الإيجابي، وأن منتدى بوابة الخليج هو مجرد بداية لحقبة جديدة من التميز والنجاح، وكلي أمل بأن نشهد آثار هذه الاستثمارات على أرض الواقع قريبا، بما يعود بالنفع على كل فئات المجتمع البحريني.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية