أدواره يؤديها بإحكام شديد ومقدرة فائقة على التلون
الفنان الراحل مصطفى فهمي وتحقيق معادلة الفن والجمهور
المدقق في تاريخ السينما المصرية يستطيع أن يكتشف بسهولة أن هناك شخصيات احتلت مكانة مهمة في تاريخها وتميزت بالموهبة التي تصل إلى حد العبقرية المتأصلة واحد هؤلاء الفنانين الراحل الكبير الصديق مصطفى فهمي الذي توفي يوم أمس الأربعاء عن عمر 82 عاما.
كان من العادات التي يتبعها الراحل قراءة كثير من الكتب والمقالات التي ترتبط بمهنة الشخصية التي سيؤديها، فتجده يمضي الساعة تلو الأخرى وهو يفكر في الشخص وخليفته واحتياجاته وما إلى ذلك، وعندما التقيت به خلال حضوره البحرين مع زوجته الفنانة رانيا فريد شوقي بداية الألفية، تحدثت معه - رحمه الله - عن دوره الرائع في مسلسل " دموع في عيون وقحة" مع النجم عادل إمام ، حيث تقمص دور ضابط الموساد أبو داوود، فضحك – كنا في صالة البحرين الثقافية – وقال .من الصعب أن امثل شخصية اكرها.
تابعت معظم أدواره - رحمه الله - في السينما والتلفزيون كغيره من نجوم مصر، وكان يؤديها بإحكام شديد ومقدرة فائقة على التلون، كدور ضابط المخابرات آدم في فيلم " عمليات خاصة"، ودور الضابط هشام في فيلم " نوبة حراسة"، ودور خليل في فيلم " الأوهام" وغيرها، وبما انه لم يكن من نجوم الصف الأول لشراسة المنافسة في ذلك الزمن الجميل والصعب، إلا أنه استطاع تحقيق معادلة الفن والجمهور واستفاد كممثل بارع من الشخصيات التي قدمها بألوانها وظلالها.
كنت أتمنى أن تكون معركة الفنان مصطفى فهمي - رحمه الله - مع الحياة أكبر مما رأينا ولكن مادام الموت مقدورا فلا نستطيع غير التوقف في هذا الدرب للافتراق.