بإيمان بقضاء الله وقدره نعت قرية عالي خصوصا والبحرين عموما كبير رجالاتها ووجهائها الأب الوالد الحاج أحمد منصور العالي، نسأل الله له الرحمة والمغفرة وأن يجعل مقامه في أعلى عليين عند مليك مقتدر. رحل ذاك الفارس الذي كان صيته على لسان الصغير قبل الكبير، فلم يبخل على طالب علم أو محتاج، بل كان سخاء يديه، رحمه الله، على أبناء البحرين كافة، ومكانته الاجتماعية ومعاملته الآخرين أكسباه حب الجميع. عرفناه ونحن صغار في قريتنا المتواضعة، والابتسامة لا تفارق محياه، وعاطفته الأبوية تغمر من يحيط به، وهذا كان معتمده، كبر وكبرت محبتنا له فكان قدوة للجميع منذ أن عمل وهو صغير يتيم (فقد والده وهو في الثالثة من عمره)، وابن مزارع مكافح كحال أبناء أهل القرية آنذاك، حتى أصبح شابا يافعا يتردد اسمه بوصفه تاجرا ناشئا وعلما من أعلام التجارة في البحرين، ومن ثم على مستوى العالم.
ونشأنا على مجتمع خيري ديني اجتماعي بعد بنائه مأتم الحاج أحمد منصور العالي، الذي تقام فيه جميع المناسبات الدينية والاجتماعية للرجال والنساء، وألحقت به صالة الحاج أحمد منصور للمناسبات، التي تستخدم لإقامة الأفراح، إذ كان حاضرا بجميع المناسبات في القرية على الرغم من انشغاله والتزاماته، إلا أن وجوده الدائم وترحيبه كان يقربه من جماهير الحضور من مرتادي المأتم. ومن أعماله المجتمعية بالقرية جامع عالي الكبير، ومسجد عالي القديم الذي استخدمت أحدث التصاميم آنذاك لإنشائه، وأيضا منح الدراسة والمساكن شاهد دائم وصدقة جارية على روحه الطاهرة عبر الأجيال في قريته. “المقال كاملا في الموقع الإلكتروني”.
وأما على مستوى الدولة فهو علم من أعلامها دينيا واجتماعيا وسياسيا، وعمود من أعمدة النشاط الاقتصادي، فقد أسس مجموعة أحمد منصور العالي في العام 1949، وجذب إليها أبناء البحرين للعمل بها، ومع الأيام والأعوام كبرت هذه الشركة، وهي مستمرة في النشاط وستستمر، إن شاء الله، في خدمة البحرين وأبنائها، فالحمد لله على رجل كان دليلا وعونا، والحمد لله على ما اكتسبه من محبة قلوب لن يمحوها رحيله عن الدنيا بقضاء الله وقدره، إنما هو حي بكل عمل وعلم انْتُفعَ به فكانت صدقة جارية له في حياته قبل مماته رحمه الله، وهكذا رجل، ربح  بأعماله مكانة عند ربه، نسأل الله له جنات الخلد.

كاتب بحريني