يسلط أسبوع “اكتشف أميركا” الضوء كل عام على العلاقات التجارية بين البحرين والولايات المتحدة. ونركز هذا العام على الدور الذي يلعبه الابتكار الأميركي بقطاع النقل في تعزيز نمونا الاقتصادي، وتأثيره على تعزيز مرونة سلاسل التوريد، والحد من تغير المناخ، وتعزيز الأمن الوطني. يذكر أن العام 2024 يصادف الذكرى الـ 20 لتوقيع اتفاقية التجارة الحرة بين الولايات المتحدة ومملكة البحرين، التي بموجبها تضاعفت التجارة البينية 4 مرات تقريبا. وتسهل اتفاقية التجارة الحرة استيراد المركبات، القوارب، الطائرات، والمعدات الأميركية عالية الجودة، كما تمكن الشراكة بين الشركات الأميركية والبحرينية من تعزيز التنمية الاقتصادية وتحسين أنظمة التجارة والخدمات اللوجستية. وفي هذا الأسبوع تعرض سفارة الولايات المتحدة الأميركية نماذج من وسائل النقل الأميركية في البحرين، بدءا من السيارات الرياضية المتطورة والشاحنات الثقيلة إلى سفن الشحن والطائرات ذات الجسم العريض، فضلا عن أنظمة إدارة المرور الذكية، بالإضافة إلى استكشاف الفضاء. إن وسائل النقل تجعلنا أكثر قدرة على الحركة، والترابط، والإنتاجية في البحرين، والولايات المتحدة، والعالم.
الالتزام بالشراكة الاقتصادية الثنائية
قبل 20 عاما، عززت مملكة البحرين والولايات المتحدة علاقة قوية عبر التوقيع على اتفاقية التجارة الحرة، الأولى من نوعها للولايات المتحدة في منطقة الخليج، ومنذ دخول الاتفاقية حيز التنفيذ في العام 2006، تضاعفت التجارة البينية في السلع 4 مرات تقريبا، من 782 مليون دولار في العام 2005 إلى أكثر من 3 مليارات دولار في العام 2018. وبلغ حجم التجارة البينية في السلع في العامين 2022 و2023، 2.85 مليار دولار، بينما تساهم التجارة في الخدمات بنحو مليار دولار إضافي إلى إجمالي التبادل الاقتصادي بين البلدين كل عام.
وفي قطاع النقل على وجه التحديد، على مدى السنوات الـ 10 الماضية، شكلت الطائرات والسيارات وقطع الغيار نحو ثلثي إجمالي الصادرات الأميركية إلى البحرين. وقد أكدت الاتفاقية الشاملة للتكامل الأمني والازدهار “C-SIPA” الموقعة في العام 2023، شراكتنا الاستراتيجية طويلة الأمد. ويجب التنويه هنا أنه لا تركز الاتفاقية على الدفاع والأمن فقط، بل تتناول الشؤون التجارية والاقتصادية والعلوم والتكنولوجيا والأمن السيبراني، وتأكد هذه العناصر وجهة نظرنا المشتركة بأن الأمن الوطني يرتبط ارتباطا وثيقا بالنمو الاقتصادي، إذ تبرز الاتفاقية الطرق التي يمكن لشراكتنا عبرها أن تعزز التجارة الثنائية، وسلاسل التوريد العالمية، والاستفادة من التكنولوجيا الموثوقة.
النمو الاقتصادي يعتمد على وسائل النقل الفعالة
سعدت بزيارة معارض السيارات في البحرين، أخيرا، التي تعرض أفضل السيارات الأميركية، من جنرال موتورز، وفورد، وستيلانتس، وتعمل هذه الشركات باستمرار على الابتكار لتصميم وبناء السيارات والشاحنات التي تربطنا وتنقل الأشخاص والمنتجات بأمان عبر البحرين يوميا للعمل والمدرسة والترفيه. وتستند القدرة التشغيلية لخطوط شركة طيران الخليج، الناقل الوطني لمملكة البحرين، في قدرتها على الرحلات الطويلة، على أسطول متفوق من طائرات بوينج 787، ما يوسع نطاق وصول البحرين إلى جميع أنحاء العالم. وتقدم السفن الأميركية وخطوط الشحن والسفن السياحية، التجارة والسياحة عبر ميناء البحرين البحري، ما يساعد على وضع البحرين كمركز لوجستي إقليمي متعدد الوسائط البحرية والجوية، ويدعم النمو في قطاع السياحة.
ومع تقدم البحرين في أنظمتها التكنولوجية وبنيتها التحتية للنقل، فإن المهندسين والموردين والمقاولين الأميركيين على استعداد لدعم المشروعات الرئيسة، إذ تساهم الشركات الأميركية بالفعل في مشروعات كبرى للطرق والمطارات والبنية التحتية. ونحن نتطلع إلى استكشاف تقنيات مثل أنظمة النقل الذكية والمدن الذكية لجعل حركة المرور أكثر سرعة وكفاءة. وتفخر الشركات الأميركية بالمشاركة في معرض البحرين الدولي للطيران 2024؛ للمساعدة في عرض منتجاتها وخدماتها المتطورة، وتسليط الضوء على ريادة المملكة في قطاع الطيران.
المملكة الجزيرة.. الحلول العالمية
يشكل الابتكار في مجال النقل عنصرا أساسيا في معالجة أولويات متعددة مثل الأمن الغذائي والطاقة، وتعزيز التكامل الاقتصادي. وبينما تعمل البحرين على تحسين آليات الخدمات اللوجستية عبر الحدود، يمكن للشركات البحرينية والأميركية المساعدة في تسريع حركة البضائع والخدمات إلى مزيد من الأسواق. إن تعاوننا الوثيق في الأنظمة الجمركية والتكنولوجيا الداعمة لها، والتقدم الذي أحرزناه نحو الرحلات الجوية المباشرة من وإلى الولايات المتحدة، يضمن حركة أكبر للأشخاص والبضائع بين بلدينا، ما يسهل فرص الأعمال، ويوسع التجارة، ويعزز العلاقات الشخصية بين مواطنينا.
نحن في الولايات المتحدة الأميركية نتطلع إلى الـ 20 عاما المقبلة في ظل اتفاقية التجارة الحرة و “C-SIPA”، وسنواصل الشراكة مع البحرين للاستفادة من قطاع النقل كونه محركا رئيسا للنمو الاقتصادي.