+A
A-

كنز معلومات جُمع من لقاءات سرية لحزب الله.. مسؤولون يؤكدون

بين العام 2006 أو ما يعرف بـ "حرب تموز" التي اندلعت بين حزب الله وإسرائيل، وبين العام الحالي 2024، انقلبت الصورة وميزان القوى رأسا على عقب.

فقد تمكنت إسرائيل خلال أسابيع قليلة منذ 17 سبتمبر الماضي على توجيه ضربات قاصمة للحزب المدعوم إيرانيا، كان أكثرها إيلاما اغتيال أمينه العام حسن نصرالله يوم 27 سبتمبر الماضي.

وفيما لا يزال العديد من مؤيدي حزب الله في لبنان تحت أثر الصدمة من حجم الخرق الإسرائيلي، الذي مكن القوات الإسرائيلية من اغتيال أبرز قادة الحزب وتعقب البقية في الضاحية الجنوبية لبيروت، كشف مسؤولون إسرائيليون بعض المعلومات.

لقاءات سرية

فقد أكد 3 مسؤولين أمنيين إسرائيليين أن الاستخبارات الإسرائيلية تمكنت في عدة مناسبات من جمع معلومات من اجتماعات سرية دون علم حزب الله، وفق ما نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" اليوم الأحد.

ورغم أن حزب الله يدرك منذ فترة طويلة أن إسرائيل تجري استطلاعات على أعضائه وتراقبهم، إلا أن الضربات الإسرائيلية الأخيرة والمتكررة على مقار قادة الحزب، أكدت أنه لم يدرك مدى عمق الاختراق في صفوفه.

وفي السياق، قال إيال حلاتا، الذي شغل منصب مستشار الأمن القومي الإسرائيلي من 2021 إلى 2023، إن القوات الإسرائيلية ركزت على جمع معلومات استخباراتية عن قادة حزب الله وتحركاتهم وكذلك أنظمة اتصالاته ومنشآته السرية.

كما أضاف هولاتا، الذي يعمل الآن كزميل بارز في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، وهو معهد أبحاث مقره في واشنطن: "نرى الآن كيف أعطت هذه المعلومات إسرائيل ميزة مهمة".

الغزو البري قصة أخرى

لكن رغم تلك "النجاحات"، لا يزال من المبكر على إسرائيل أن تحتفل بالقضاء على حزب الله، وفق ما رأى عدد من المراقبين.

فالغزو البري أو ما تسميه تل أبيب "عملية برية محدودة" على الحدود اللبنانية، لم يش حتى اللحظة ببشائر مفرحة للقيادة الإسرائيلية. فقبل أيام قتل نحو 9 جنود إسرائيليين أثناء محاولة تسللهم عبر الحدود إلى قرى في الجنوب اللبناني، إثر اشتباكات مع حزب الله وكمائن نصبها في المنطقة.

كما قتل جنديان آخران يوم الجمعة في هضبة الجولان السوري المحتل، وفق ما أعلن الجيش الإسرائيلي.

أمام هذه الوقائع، أكد أحد القادة العسكريين الإسرائيليين أن "الغزو البري سيكون أكثر صعوبة بكثير" من الغارات الجوية الإسرائيلية التي طالت قادة في حزب الله.

لاسيما أن بعض التقديرات الأميركية أشارت سابقا إلى أن حزب الله كان يمتلك 20 ألف مقاتل نشط و25 ألف احتياطي في عام 2021، وفقًا لوكالة المخابرات المركزية الأميركية.

كما لفتت إلى أن العديد من مقاتليه يتمتعون أيضًا بخبرة عملياتية، حيث قاتلوا إلى جانب الحكومة السورية خلال الحرب الأهلية في سوريا، علما أن نصر الله كان أعلن سابقا أن حزب الله لديه 100 ألف مقاتل.

إلى ذلك، أكد مسؤولون إسرائيليون وأميركيون كبار أن حزب الله فقد حوالي نصف ترسانته العسكرية في الغارات الجوية، لكنه لا يزال قادرا على الوصول إلى الصواريخ الموجهة المضادة للدبابات، ما يشكل تحديا آخر للجنود الإسرائيليين.

أما الأمر الأكثر إثارة للقلق، وفق ما أوضح معظم خبراء الأمن الإسرائيليين، يكمن في الغموض الذي يلف استراتيجية إسرائيل للخروج من لبنان، ما يثير مخاوف من احتمال تورط الجيش الإسرائيلي في حرب استنزاف، حسب ما نقلت الصحيفة الأميركية.

كما رأى هؤلاء الخبراء أن الحكومة الإسرائيلية بحاجة إلى ترجمة إنجازات الجيش التكتيكية إلى نجاح سياسي من خلال السعي للتوصل إلى اتفاق دبلوماسي يعيد الأمن إلى شمال إسرائيل. وقالوا إنه بدون مثل هذا الاتفاق، ليس من الواضح متى سيتمكن نحو 60 ألف مستوطن من العودة إلى منازلهم.

وكانت إسرائيل أعلنت في الأول من أكتوبر الحالي، بدء "عملية برية محدودة" في الجنوب اللبناني، مؤكدة أن فرق كوماندوس شاركت في العملية وتمكنت من التسلل إلى داخل بعض القرى. فيما نفى حزب الله الأمر جملة وتفصيلاً، ليعلن لاحقا أن بعض الاشتباكات البرية وقعت في عدد من القرى لاسيما العديسة ومارون الراس.