وزير الخارجية: البحرين تؤمن وفق رؤية جلالة الملك المعظم بأن السلام هو الخيار الاستراتيجي الأمثل لتسوية الصراعات من خلال الحوار
أكد سعادة الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني وزير الخارجية أن مملكة البحرين، ووفق الرؤية السامية لصاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم، تؤمن أن السلام هو الخيار الاستراتيجي الأمثل لتسوية الصراعات وحل النزاعات من خلال الحوار والتسويات السياسية، وخاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية المستمرة لأكثر من سبعة عقود، وحرمت الشعب الفلسطيني من حقوقه الإنسانية المشروعة.
جاء ذلك في كلمة مملكة البحرين التي ألقاها وزير الخارجية في القمة الثالثة لحوار التعاون الآسيوي التي عقدت في الدوحة اليوم برئاسة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر الشقيقة.
وقال وزير الخارجية إن الوضع الحالي المأساوي في قطاع غزة يؤكد حاجة منطقة الشرق الأوسط الملحة للسلام العادل الشامل المستدام، وهو ما أكدته قمة البحرين التي عقدت في شهر مايو الماضي، والتي دعت إلى عقد مؤتمر دولي للسلام لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشرقية، والتي طالبت بالوقف الفوري للحرب على قطاع غزة، وحماية المدنيين وإطلاق سراح الرهائن والمحتجزين، وتيسير إيصال المساعدات الإنسانية إلى أهالي القطاع المحرومين من مقومات الحياة.
وشدد وزير الخارجية على أن استمرار الحرب على قطاع غزة، أدى إلى امتدادها إلى لبنان الشقيق، وينبغي الحيلولة دون توسعها إلى الدول المجاورة، مما يهدد الأمن والاستقرار الاقليمي، وينذر بمخاطر على الأمن والسلم الدوليين.
وقال إننا نجتمع اليوم في ظل صراعات ونزاعات حادة، وتحديات سياسية واقتصادية واجتماعية وبيئية كبيرة تعيق التنمية الشاملة، وتستلزم تضافر الجهود لتعزيز التعاون بين الدول الآسيوية، من أجل تعزيز الشراكة، وبناء مستقبل أكثر إشراقا وأملاً لدولنا وشعوبنا الصديقة، وتحقيق السلام والاستقرار والازدهار المنشود.
وأوضح وزير الخارجية أن ما حققته الدول الآسيوية من منجزات تنموية رائدة ونمو اقتصادي واسع، يبرهن أن شراكتنا الاستراتيجية مطلب ضروري للاستفادة من القدرات والامكانيات الكبيرة المتاحة لدولنا، وفتح آفاق أشمل للتعاون المشترك في مجالات حيوية وضرورية، مثل الطاقة المتجددة والأمن الغذائي وأمن الطاقة والتكنولوجيا والابتكار وتغير المناخ والتنمية المستدامة بأهدافها الأممية، والتعليم والسياحة والثقافة، وتجسيد حرصنا على التواصل والتقارب والتفاهم المشترك، وتكريس قيم التسامح والتعايش والإخاء، في إطار التزامنا المشترك بتشكيل شراكة مستدامة تستند إلى القيم المشتركة والمصالح المتبادلة.
وقال إن تحقيق تطلعاتنا وأهدافنا المشتركة ينبغي أن يكون في مقدمة أولوياتنا وعملنا المشترك، من خلال الحوار البناء والثقة المتبادلة والتعاون الفاعل الذي يوجه كل الجهود والطاقات نحو اشاعة السلام والاستقرار، وتحقيق التنمية الشاملة التي توفر الخير والازدهار لكافة دولنا وشعوبنا الصديقة.
وأثنى وزير الخارجية على انعقاد هذه القمة تحت شعار الدبلوماسية الرياضية، التي تُعد إحدى الركائز الأساسية لتعزيز العلاقات بين الدول، باعتبارها مجالا خصبا للتواصل والتقارب والتبادل الثقافي، وتمكين الشباب والمرأة، وتعزيز الروابط والقيم الإنسانية المشتركة بين الشعوب.
وقال إن مملكة البحرين تلتزم بتعزيز دور الرياضة في التنمية وتعزيز الشراكات بين الدول الأعضاء في حوار التعاون الآسيوي، بما يتماشى مع رؤية التعاون الآسيوي 2030، مؤكدًا أن الرياضة أثبتت أنها قوة ديناميكية في المجتمعات، وتساهم بشكل إيجابي في تطورها وتنميتها، وتعزيز التفاهم والتقارب والتعاون بين الدول والشعوب.
وأشاد وزير الخارجية بالمستوى المتقدم الذي حققته الدول الآسيوية الأعضاء في هذا الحوار في مجالات الرياضة المتنوعة على المستوى العالمي، وبما أنجزته من مشاريع ونهضة عمرانية والبنى التحتية المتطورة لمختلف أنواع الرياضات، وما حققته من تفوق وانجازات متميزة في مختلف المسابقات الرياضية العالمية.
وضم وفد مملكة البحرين المشارك، سعادة السيد محمد بن علي الغتم سفير مملكة البحرين لدى دولة قطر، والسفير طلال عبدالسلام الأنصاري، مدير عام شؤون وزارة الخارجية، والسفير فاطمة عبدالله الظاعن مدير عام التعاون الدولي، والسفير سعيد عبدالخالق سعيد رئيس قطاع التنسيق والمتابعة.