العدد 5812
الخميس 12 سبتمبر 2024
banner
روسيا والخليج.. شراكة استراتيجية نحو عالم متعدد الأقطاب
الخميس 12 سبتمبر 2024

في ظل التحولات العالمية نحو نظام متعدد الأقطاب وتراجع الهيمنة الأمريكية، تزداد أهمية تعزيز العلاقات بين الدول العربية والخليجية، إلى جانب الدول الإفريقية، مع قوى عالمية مثل روسيا الاتحادية. 
ويأتي هذا التوجه في إطار السعي لتحقيق التوازن في العلاقات الدولية وتوسيع مجالات التعاون السياسي والاقتصادي.
وعقد مجلس التعاون الخليجي الاثنين، اجتماعات وزارية مشتركة للحوار الاستراتيجي مع روسيا، والهند، والبرازيل في الرياض، حيث تمت مناقشة مجموعة واسعة من الموضوعات التي تهدف إلى تعزيز التعاون والشراكة بين الجانبين.
وشدد مجلس التعاون الخليجي على ضرورة فتح آفاق جديدة للتعاون مع روسيا، والبرازيل، والهند، وتعزيز العلاقات الاستراتيجية والتنسيق الثنائي ومتعدد الأطراف بما يخدم الأمن والسلم الدوليين.
وتم تأسيس الحوار الاستراتيجي مع روسيا بموجب مذكرة التفاهم الموقعة في أبوظبي في نوفمبر 2011، وهو يأتي استكمالاً للجهود المستمرة لتعزيز العلاقات الصديقة بين الجانبين بما يلبي تطلعاتهم المشتركة.
وقد تجلى هذا التطور في العلاقات من خلال العديد من المبادرات والتحركات الدبلوماسية والاقتصادية في السنوات والأشهر الأخيرة.
الاجتماع الوزاري المشترك بين مجلس التعاون الخليجي وروسيا الاتحادية، بحث سبل تعزيز وتطوير العلاقات بين الجانبين وذلك ضمن الحوار الاستراتيجي القائم. وركز الاجتماع على تعزيز التعاون في المجالات السياسية والاقتصادية والتنموية، إلى جانب تنفيذ خطة العمل المشتركة للفترة 2023-2028. 
كما تمت مناقشة فرص تنمية التعاون والتنسيق في مختلف المجالات وتبادل وجهات النظر حول القضايا الإقليمية والدولية الراهنة، بما في ذلك تهديدات الأمن والاستقرار الإقليمي والوضع في قطاع غزة.
هذا التطور في العلاقات العربية والخليجية مع روسيا يأتي كجزء من جهود أكبر لتعزيز الشراكات الاستراتيجية مع قوى عالمية متنوعة، مما يسهم في تحقيق المصالح المشتركة وتعزيز الاستقرار في المنطقة.
وحول التعاون الإفريقي الروسي، عقدت القمة الروسية-الإفريقية الثانية، التي انعقدت في مدينة بطرسبورغ يومي 27 و28 يوليو 2023، بحضور وفود من غالبية دول القارة الأفريقية، رغم الضغوط الغربية.
 واعتمدت القمة إعلانًا ختاميًّا يغطي جميع مجالات التعاون، مما يعكس تعزيز الشراكة بين روسيا والدول الإفريقية.
وأخيرًا في ظل التحولات الجيوسياسية العالمية وتراجع الهيمنة الأحادية، برز التعاون العربي والخليجي إلى جانب الدول الإفريقية مع روسيا كعامل رئيسي في تعزيز نظام عالمي متعدد الأقطاب. ويساهم هذا التعاون في بناء شراكات استراتيجية متوازنة تخدم المصالح المشتركة، وتفتح آفاقًا جديدة للتعاون السياسي والاقتصادي بين الأطراف. 
ومن خلال الاجتماعات الوزارية والحوار الاستراتيجي، تعزّز هذه الدول من موقفها على الساحة الدولية، مما يمكّنها من مواجهة التحديات الإقليمية والعالمية بفعالية أكبر.

يأتي هذا التعاون ليعكس رغبة الدول العربية والخليجية والإفريقية في تنويع شركائها الدوليين، وعدم الاعتماد على جهة واحدة في السياسة الدولية، وتسهم المبادرات المشتركة، مثل القمة الروسية-الإفريقية والحوارات الخليجية الروسية، في تعزيز التعاون في مجالات متعددة، تشمل الأمن، والاستثمار، والتنمية المستدامة. هذا التوجه لا يحقق فقط المصالح الاقتصادية للدول المعنية، بل يعزّز أيضًا من استقرار المنطقة ويؤكد استقلالية قرارها في التعامل مع القوى الدولية.

صحيفة البلاد

2025 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .