هذا ليس عنوانا لفيلم سينمائي، لكنه عنوان لجماعة متطرفة من المستوطنين الإسرائيليين يطلقون عليها “فتيان التلال”، يقومون بأعمال عنف وقتل ونهب ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم في الضفة الغربية، وحال تعرض أحدهم للسجن بسبب جرائمه فإنه يحصل على مكافآت كبيرة وتعويضات من أعضاء الكنيست عقب خروجه من السجن. معظم أعضاء هذه المجموعة المتطرفة يعيشون في بؤر استيطانية بالضفة، يسكنون على الأطراف في مبان ومزارع ضمن أماكن مفتوحة خارج مستوطنات الاحتلال المنتشرة كبؤر سرطانية حول المدن والأحياء الفلسطينية، يؤمنون بإسرائيل الكبرى ويعتبرون الفلسطينيين دخلاء يجب طردهم. عصابة أو جماعة “فتيان التلال” تتكون على الأغلب من فتيان صهيونيين متطرفين يعملون في الزراعة ورعي الأغنام، يتميزون عن الآخرين بارتداء قبعات كبيرة محبوكة مع الشعر الطويل وإطلاق اللحى. وهم يشكلون حوالي 50 بؤرة استيطانية و30 مزرعة يتوزعون على أنحاء الضفة. وأصل هذه الجماعة يعود إلى أرييل شارون حين أشار خلال أحد اجتماعات حزب الليكود قائلا: “أركض وأمسك التلال، امسك تلة هنا وتلة هناك، كل شيء نحوزه سيكون في أيدينا، وكل ما لا نحوزه سيكون في أيديهم - يقصد الفلسطينيين”. لاقت دعوة شارون استجابة من الشباب المتطرف، وبدأوا يقيمون بؤرا استيطانية على التلال لخلق حقائق جديدة على الأرض. وقامت جماعات أخرى بتقليدهم. وفسر المسؤولون الإسرائيليون الأمر: “إن هؤلاء الشباب يعانون أزمات نفسية وعائلية، وما يقومون به يكون محفزا للتنفيس عن غضبهم”. هذه الجماعات المتطرفة اليهودية لا تهدف فقط لعمليات السرقة والنهب للممتلكات الفلسطينية كما يحدث الآن في الضفة أو إحراق المباني والمركبات، لكنها تهدف إلى إقامة دولة إسرائيل الدينية بدلاً من الدولة العلمانية الحالية، أي إقامة دولة الشريعة اليهودية.. هم يرون أن إسرائيل بكل عنصريتها ودمويتها لا تحقق حلم الدولة الدينية طبقا لوعود التوراة. والحقيقة أن فتيان التلال لا يختلفون كثيرا عن بقية المستوطنين في الضفة الغربية الذين بلغوا 525 ألف مستوطن يمزقون أوصالها بأحزمة من نار، وحلم توراتي مزعوم بإقامة إسرائيل الكبرى على حساب الفلسطينيين والعرب.
* مدير تحرير “الأهرام”