“ممتلكات” تستحوذ على ملكية مجموعة مكلارين بالكامل، والتي تشتهر بإنتاج السيارات الرياضية عالية الأداء وتمتلك حصة كبيرة في فريق مكلارين للفورمولا 1 وتتولى “ممتلكات”، التي كانت في السابق أكبر مساهم في مكلارين، الآن السيطرة الكاملة على الشركة البريطانية حيث تمثل هذه الصفقة تطورا كبيرا في ظل التحديات المالية التي واجهتها مكلارين مؤخرا.
ويمثل الاستحواذ الذي قامت به ممتلكات تحولاً ملحوظاً في هيكل الملكية لشركة مكلارين مما يعتبر التزاما قويا من بمستقبل ماكلارين حيث واجهت مكلارين صعوبات مالية في الآونة الأخيرة، ويُنظر إلى انتقال ملكية ممتلكات بالكامل على أنه خطوة حاسمة في استقرار المنظمة كما تدرس ماكلارين إمكانية التعاون مع كيانات أخرى لتعزيز قدراتها التكنولوجية، وخاصة في مجال تكنولوجيا المركبات الكهربائية وتتوافق هذه الخطوة الاستراتيجية مع رؤية ماكلارين للابتكار والتكيف مع اتجاهات السوق المتطورة، مما يضع الشركة في وضع يسمح لها بالنمو المستدام والقدرة التنافسية في صناعة السيارات.
و كونها هي الشركة الأم لشركة ماكلارين أوتوموتيف، وهي لاعب بارز في سوق السيارات الرياضية الفاخرة لأكثر من عقد ونصف و المنافس الأول لفيراري وبورش تفرض بذلك ماكلارين مكانتها في الصناعة بالإضافة إلى ذلك، تمتلك مجموعة ماكلارين حصة مسيطرة في شركة ماكلارين ريسينغ، التي تدير فريق ماكلارين للفورمولا 1 وتشارك في العديد من سلاسل رياضة السيارات بما في ذلك إندي كار الأمريكية، وفورمولا إي، وإكستريم إي مما يعزز حضور ماكلارين عبر منصات السباق المتعددة عالميا.
اقتصاديا، استحواذ شركة ممتلكات على مجموعة ماكلارين يعني زيادة إنتاج السيارات، وذلك بفضل زيادة التمويل والموارد، وتتيح الصفقة لماكلارين شبكة عالمية واسعة من الخبراء والشركات، مما يسمح بشراكات وتعاونات محتملة، وتهدف استثمارات مجموعة البحرين إلى تعزيز حضور العلامة التجارية ماكلارين وتوسيع عروض المنتجات وتحفيز الابتكار.
واجهت الشركة تحديات مالية أدت إلى توقف الإنتاج وإلغاء أحداث السباق على مستوى العالم، لذا خضعت مكلارين لإعادة هيكلة كبيرة في عام 2020، مما أدى إلى خسائر كبيرة في الوظائف كجزء من جهودها للتكيف مع المشهد الاقتصادي الجديد.
علاوة على ذلك، واجهت شركة مكلارين عقبات تتعلق بانقطاعات سلسلة التوريد، وخاصة نقص الرقائق الحاسوبية، مما أثر على قدرتها على تلبية متطلبات الإنتاج. كما أدت التعقيدات التي واجهتها السيارة الرياضية الهجينة أرتورا إلى تفاقم الموقف، مما أدى إلى تعليق الإنتاج وتأخير التسليم.
وفي أحدث تقرير مالي لها عن الأشهر التسعة الأولى من العام الماضي، سجلت ماكلارين خسارة كبيرة قبل الضرائب بلغت 276 مليون جنيه إسترليني، وهو ما يعكس التحديات المستمرة التي تواجهها الشركة في أعقاب الوباء.
ورغم هذه النكسات، اختارت ممتلكات، المستثمرة في ماكلارين منذ عام 2007، زيادة حصتها في الملكية إلى السيطرة الكاملة، وهو ما تم الاتفاق عليه مبدئيًا في العام الماضي وتهدف هذه الخطوة إلى تعزيز الاستقرار المالي لشركة ماكلارين وتبسيط هيكل المساهمين فيها مما قد يسهل الشراكات المستقبلية والتعاون الاستراتيجي لدفع الابتكار والتوسع خاصة في مجال تطوير المركبات الكهربائية.
كما تنعكس الفوائد الاقتصادية التي تأتي مع اقتران علامة تجارية للسيارات الخارقة وشركة استثمارية ثرية على رأس المال حيث يفتح تدفق التمويل الأبواب لمزيد من البحث والتطوير (R&D)مما يعني المزيد من إنتاج المركبات لسيارات الركاب والسيارات الرياضية مما يجعله عاملًا دافعًا وراء حركة السوق حيث إن مبادرات الابتكار والبحث والتطوير هي المحرك لسوق رياضة السيارات حيث يستثمر مصنعو السيارات بشكل كبير في البحث والتطوير لتحديث مركباتهم والحصول على ميزة تنافسية في عالم السباقات علاوة على ذلك فإن التقدم في التكنولوجيا والهندسة في رياضة السيارات له تأثير متتالي على الصناعات الأخرى مثل تصنيع الإطارات، والمركبات الاستهلاكية والتجارية، والنفط والكهرباء، والتكنولوجيا، والتأمين و الموارد البشرية
تعزيز العلامة التجارية عالميا
في حين أن مكلارين هي واحدة من أكثر الأسماء شهرة واحترامًا في مجال السيارات الرياضية الفاخرة ورياضة السيارات، إلا أن هناك جزءًا كبيرًا من العلامة التجارية لا يزال مقيدًا بمنطقة أكبر من السوق العالمية، ويرجع هذا على الأرجح إلى نقص الدعم المؤسسي حيث تتمتع علامات تجارية مثل بورشه ولامبورجيني وفيراري بدعم مؤسسي كبير، مع وجود أسماء شهيرة في شبكاتها. وهذا يمنحها الشهرة والانتشار الذي يصعب تحقيقه كعلامة تجارية مستقلة.
لذا تسعى شركة ممتلكات إلى إدراج ماكلارين في الشبكات العالمية باعتبارها أكثر من مجرد علامة تجارية متخصصة.
وفي حين أن الحصرية هي أحد العوامل التي تجعل امتلاك السيارة تجربة خاصة، فإن هذا لا يعني بالضرورة أن العلامة التجارية يجب أن تكون منعزلة.
ومن المؤكد أن الشبكة الواسعة ستفتح المجال أمام ماكلارين للعمل مع المتخصصين وشركات المنتجات والإعلام المتقدمة في المستقبل.
لذلك تتسمر أنظار العالم على البحرين في ترقب لقفزة ماكلارين في السوق الرئيسية فضلاً عن سلطتها العالمية على حلبة السباق وخارجها، كما يترقب العالم تفاعلها مع جمهور أوسع.
ويمكن للحضور القوي للعلامة التجارية أن يعزز ولاء العملاء، ويجذب معجبين جدد، ويزيد المبيعات والإيرادات، و هو الأمر الذي التي تكافح ماكلارين من أجله تاريخيا وبموجب صندوق ممتلكات، تستطيع ماكلارين تسريع مبادراتها في مجال الابتكار والاستدامة لمعالجة تفضيلات المستهلكين المتطورة. وهذه طريقة أساسية لتوسيع نطاق الاهتمام، حيث أصبحت العلامة التجارية الآن تجتذب المتحمسين الأكثر وعيا بالبيئة.
وبفضل هذه الجاذبية، تستطيع ماكلارين أن تتجه نحو مبادرة خضراء وتستفيد من تدفق قيمة العلامة التجارية، وهو ما قد يجعلها أقرب إلى مطابقة هوامش الربح التي تتمتع بها لامبورجيني أو فيراري، بل وحتى تجاوزها، في حين تعمل في الوقت نفسه على دفع عجلة التقدم في مجال صناعة السيارات ككل.