يوم الاثنين الماضي حدث ما لم يكن في الحسبان، فقد رفع بنك اليابان نسبة الفائدة بمقدار 0.25 مما أصاب السوق المالية بالهلع وانخفاض مؤشر اليابان نيكاي 12.4 % منذ أكبر نزول يومي في عام 1987 مما جعل المستثمرين يبيعون الأسهم للخروج بأقل خسارة ممكنة والتخلص منها سريعا، وقد صاحب هذا التأثير على المؤشرات العالمية والخليجية، فمثلا  “الداو جونز” نزل “ألف نقطة” 2.7 % مما جر سوق كربتو للنزول 17 % ووصل سعر البتكوين الى أقل من 50 ألف دولار (شخصيا لا أؤمن بالبتكوين والاستثمار فيه) وقد ذكر ذلك للتوضيح الشيخ د. صقر بن سلمان آل خليفة على منصته في الإنستغرام.

إن ما يحدث هذه الأيام في السوق المالية من الممكن أن يكون له تداعيات وخيمة على العالم والركود العالمي وما يحدث في الشرق الأوسط (الأمة العربية) من المجهول في القادمة من أحداث، وما سوف تجره على النفط الخام والسلع من عاصفة سوف يؤثر على الاقتصاد الأميركي الهش وإضعافه أكثر وأكثر مما سيؤثر مباشرة على سيولة البنوك وهذه مجرد البداية.

 لاستبيان ما حدث من بنك اليابان بلغة مبسطة، أن البنك قرر تغيير الاستراتيجية المالية ورفع الفائدة للمرة الثانية منذ عام 2007 ومنذ أكثر من عقد كان المستثمرون يقترضون الين الياباني بسبب الفائدة المنخفضة على القروض وشراء الدولار أو اليورو للاستفادة من الفائدة الميكانيكية للتحويل، في نفس الوقت كان سعر الفائدة الأميركية في ارتفاع مما جعل المستثمرين يربحون من العملية.

أما الآن، ومع تغيير بنك اليابان لاستراتيجيته برفع الفائدة وتوقع الفدرالي الأميركي بخفض الفائدة فإن الفائدة من تلك العملية تغيرت، وقد قلصت الربحية أو انتهت تلك الربحية وبذلك جعلت الين أقوى و الدولار أقل قوة وما حدث ليست عملية روتينية ولها أبعاد كبيرة على العالم، لأن ما يحدث في الاقتصاد الأميركي يؤثر على جميع اقتصاديات العالم.