تحول لموروث استعراضي ضمن الفلكلور الشعبي
بالفيديو: “المقمع” سلاح القوة والهيبة وأداة للترحيب الحار بالضيوف
بجرأة المقدام وشجاعة الفرسان في خوض الحروب، حُمل سلاح “المقمع” واستخدم في الاستعراض العسكري لإثارة الهمم، وتحول “المقمع” اليوم إلى موروث استعراضي ضمن الفلكلور الشعبي في المناسبات السعيدة.
وتعد بندقية “المقمع” من الأسلحة المشهورة قديماً كسلاح ناري يستعمل للصيد والمقناص وإحياء الحفلات في الحروب الماضية، إلى جانب الرماية.
وقال الخبير في التراث والموروث البحريني أحمد الصايغ لـ “البلاد” إن البحرين من الدول التي اهتمت وحافظت على الخيل والسيف و”العرضة” التي تعتمد على إيقاع الطبول وتمايل الصفوف بخطوات إلى الأمام متناغمة مع حركة السيوف والبنادق المسماة “مقاميع” أو “تفجان”، مضيفًا أن أصل “العرضة” رقصة السلم والحرب وتعتمد على فن “الرزيف” بالسيف، ثم أدخل لاحقاً حمل ورفع بندقية المقمع كنوع من الاستعراض للقوة والهيبة والشجاعة.
الترحيب بالضيوف
وأوضح أن سلاح المقمع كان يستخدم أيضاً لتقديم التحية الخاصة للضيوف والترحيب بهم، إذ كان يتم إطلاق البارود من فوهة سلاح المقمع للتعبير عن الترحيب الحار في الموروث البحريني القديم، إلى جانب الهيبة العسكرية، وتميز شكل “المقمع” في البحرين بالنقش والتزيين حيث توضع عدة قطع منقوشة من خلال “الدقات” اليدوية المصنوعة من الذهب أو الفضة، وذلك لإضافة الهيبة والقيمة النادرة إلى سلاح المقمع المزين بعدة أشكال فنية مزخرفة ومنقوشة كما هو حال بعض السيوف.
وذكر أن سلاح المقمع المصنوع من خشب الساج أو أخشاب الأوك الصلبة تميزت في البحرين بالطول إلى جانب الزخرفة على الحديد والنحاس، حيث هنالك قطع من المقاميع القديمة عليها “دقات” ونقوش عمرها أكثر من 100 سنة وهي نفس الدقات والنقوش التي وضعت على بعض السيوف القديمة.
ولفت إلى أن طريقة الحفاظ على قطعة سلاح المقمع في القدم كانت تتم من خلال وضع الزيت أو مادة التشحيم “كريز”، لأجل الحفاظ على خشب السلاح من التآكل ومقاومة الماء، ويعد شكل سلاح المقمع اليوم من قطع “الانتيك”.
أحجام وأوزان
وأفاد إن أسلحة المقاميع تختلف بحسب الوزن والطول، وبعضها يعادل الـ 7 أضعاف من وزن السيوف، نظراً لصلابة الخشب والفولاذ، ولكن للاستخدام في الرزيف خلال العرضة يكون طول وحجم المقمع متوسطا، مشيراً إلى أن غالبية المقاميع التي تستخدم في العرضة البحرينية من الحجم الطويل، أما في المملكة العربية السعودية فستخدم المقمع ذو الحجم المتوسط في العرضة النجدية.
تطور النقش
وقال أن بندقية المقمع التي كانت تستخدم كسلاح حقيقي للقتال في الحروب القديمة شهدت تطورا مع مرور الزمن من خلال وضع النقوش والزخرفة والتزيين بهدف تقدير السلاح ووضع هيبة له، لذا أصبح المقمع في البحرين ضمن تراث المملكة إلى جانب السيف والخيل والعرضة استعراضًا للقوة.