العدد 5772
السبت 03 أغسطس 2024
banner
الهوية الوطنية
السبت 03 أغسطس 2024

في ظل تعدد الثقافات وتنوع اللغات واختلاط فئات المجتمع، نرى بأنه يجب علينا الحفاظ على الهوية الوطنية وهي الهوية البحرينية التي تُظهر مدى انتمائنا لهذا الوطن، ونثمن في هذا السياق حرص حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، على الحفاظ بالهوية الوطنية والمبادئ الأصيلة والقيم النبيلة التي عادة ما ينوه بها جلالته حفظه الله ورعاه في المحافل الرسمية والوطنية.

الإنسان لابد أن تكون له هوية تعريفية تدل على أصوله وجذوره وعراقته، بينما يتميز كل شخص بهوية معينة تميزه عن الشعوب الأخرى، تلك هي الهوية عادة ما تسمى الهوية الشخصية، وعلى مدار القرون السابقة يُعرف الشخص من لغته ولونه وديانته وانتمائه للأرض التي ترعرع بها منذ نشأته، ولاسيما العادات والتقاليد التي من الممكن أن تكون دليل اثبات على نوعية تلك الهوية فتسمى الهوية الوطنية.

ومن واجبنا اليوم أن نحرص على الحفاظ بمبادئنا وقيمنا الوطنية، ونعزز هذه الهوية في ابنائنا لخلق جيل يحمل عظيم الانتماء لهذه الأرض الغالية التي ترعرع بها أجدادنا الذين سعوا جاهدين في سبيل الحفاظ على العادات والتقاليد دون المساس بها على مدار القرون الماضية حتى وأن وصلنا لأعلى مستويات الانتماءات الوطنية اليوم والتميز بكافة أنواعه، وقد وجب علينا استكمال مسيرة ما بدأ به الاجداد وصولاً إلينا لتثبيت هذه القيم التي تدل على هويتنا الوطنية ودائماً وابداً ما نعتز بها داخل وخارج البلاد.

إن مملكة البحرين تتميز بالعديد من الموروثات الشعبية التي تُرسخ بها النسيج القديم للحضارة البحرينية سابقاً مقارنةً بالدول الأخرى، وهو تاريخ رسموه الأجداد منذ القدم ثم دون بأحرف ثمينه، ذلك هو الطابع المعروف بعاداته وتقاليده والمبني على الأسس والقيم النبيلة لتعزيز الانتماء الوطني في ابنائنا من الجيل الحاضر والمستقبل، وهذا ما يميزنا كمجتمع بحريني.

ومن جانب آخر فالهوية الوطنية لها أسس ومعايير عدة، تتمركز في عِلاقة الأفراد بعضهم ببعض أو عِلاقة الأفراد للأرض التي عاشوا بها للتميز بين شعب وآخر، حيث إن تلك الأسس تنبني على اهتمام الأفراد بتواريخ وطنية معينة للاحتفاء بها في كل عام، ومؤازرة كلّما يخص هذا الوطن في المحافل الداخلية والخارجية لدعم ابنائه سواء على الصعيد الرياضي أو العلمي أو الأدبي أو بما يشابه ذلك، فتلك هي اللحمة الوطنية التي تدل على أصالة وعراقة أبناء هذا الوطن.

والجدير بالذكر بأن المجتمع البحريني هو مجتمع متعدد الطوائف التي لها خصوصيتها وطابعها الخاص ولكن يجتمعون في الأخير تحت هوية واحدة وهي الهوية الوطنية البحرينية، وذلك دون أي تفرقة أو المساس بالعقائد أو المذاهب فالالتزام باحترام تلك التعددية متبادل في مجتمعنا البحريني، وهذا أن دل على شيء فإنما يدل على تلاحم وترابط افراد المجتمع بعضهم البعض واحترام الطوائف الخاصة بكافة أنواعها.

لكل دولة لغة ولهجة معينة تميز شعبها عن بقية الشعوب، ولكن مانراه اليوم بأنه الجميع اجزم على اللهجة البحرينية بأنها فريدة من نوعها ولا يمكن التحريف بها ولايوجد مجتمع مماثل لتلك اللهجة، اضافةً إلى المصطلحات المعبرة التي لايعرفها العديد من الدول العربية أو الدول الخليجية المجاورة، فنحن هذا الشعب الذي عجز العرب للوصول إلى سر تلك اللهجة التي باتت حتى اليوم تُقتبس في جميع البرامج الإعلامية والمسلسلات التلفزيونية.

الشعور بكيان الهوية الوطنية شعور له الأثر الكبير على كل فرد من افراد المجتمع، فهو أمر فردي وقد يكون أمر جماعي، والهدف من ذلك هو الحفاظ على الطابع الوطني الذي يميز كل إنسان سواء إن كان داخل البلاد أو خارجه، فجميعنا نفتخر بأننا ننتمي لمملكة البحرين في ظل قيادتنا الرشيدة حفظهم الله ورعاهم.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية