شركة ومجموعة مكلارين هي شركة صناعة سيارات بريطانية، تأسست عام 1989م برؤية فريدة هي تصنيع سيارات للطرق العادية مستوحاة من تقنية الفورمولا 1 تحت شعار السيارة الخارقة على الإطلاق ، ولست بصدد تداول تاريخ المجموعة وقيمتها التسويقية ولكني بصدد تناول الاستثمار في الشركة وارتباط ملف الاستثمار اللوجستي بملفات استثمارية أخرى لها علاقة بعالم صناعة السيارات و الاستثمار في عالم الفورمولا 1 والذي قاد البحرين طيلة 24 عاما لتكون من أولى الدول العربية المستضيفة لسباق السيارات الشهير والذي قاد الى استنساخ تجربة البحرينية من قبل دولتين مجاورتين بميزانية مفتوحة تفوق ميزانية البحرين فما قصة ماكلارين و سباق المجر؟.
الحقيقة والواقع إن مجموعة المكلارين هي ليست شركة عادية لصناعة السيارات والتي تعتبر من شركات السيارات ذات البيع متدني نظرا لغلاء السيارة والتي تعد مخصصة فقط للأثرياء بل وشديدي الثراء لكن شركة المكلارين والتي تنقسم إلى الفروع التالية حيث تكمن القيمة التسويقية الحقيقية في الأفرع التي تعنى بالتسويق وعالم السباقات أكثر بكثير من قيمتها الفعلية عندما قامت مملكة البحرين بشراء جميع أسهمها في قصة فريدة من نوعها والتي أثارت جدلا كبيرا آنذاك في الشارع البحريني وطالت قبة البرلمان وأعضاء البرلمان حيث قام البعض بإيحاء نوعية المجازفة الاستثمارية في هذا المجال ورفع التبريكات فيما بعد !! و من ضمن فروع الشركة وأقسامها:
- فريق سباق مكلارين: الشركة التي تقف خلف فريق فودافون ماكلارين مرسيدس لسباق سيارات فورمولا 1.
- شركة مكلارين للسيارات: شركة لإنتاج سيارات الطرق العادية.
- مكلارين للأنظمة الإلكترونية: وتعنى بتطوير التقنيات الإلكترونية في سيارات السباق.
- مكلارين للتسويق.
إن سباق المجر جاء وليد لإعادة هيكلة الشركة بالإضافة إلى ضخ إستثمارات في تصميم فريد من نوعه قد يعجز استنساخه في القريب العاجل مما يسهم في تحقيق فوز متكرر في السباقات القادمة إن شاء الله ورفع القيمة التسويقية للشركة بشكل مباشر إلى أكثر من ضعف قيمتها السابقة إن تحققت النبوءة بالإضافة الى الحسابات التقديرية.
ارتباط المكلارين بعالم السيارات والذي قاد أكبر شركات السيارات مثل المرسيدس إلى توقيع عقد لتطوير السيارات المرسيدس عبر استنساخ بعض من تكنولوجيا صناعة السيارات الهجينة حيث تواصل ماكلارين ابتكاراتها لترسيخ حضورها في مستقبل التنقل المستدام، وقد تم اعتماد نهج مماثل من قبل العديد من شركات صناعة السيارات الأخرى في السنوات الأخيرة، بالإضافة إلى ارتباط الشركة بشكل مباشر وغير مباشر مع صناعات أخرى في عالم سباقات السيارات والذي يعنى بصناعة الإطارات والصناعات الثانوية التي تدخل في عالم السيارات والذي يشكل استهلاكا عاليا متزايد لن يتوقف ولا يتناقص ذا مربحية عالية جدا بالرغم من التمويل التسويقي الذي قد يعتقد البعض إن مثل هذه السباقات قد تحمل استثمارات رفاهية دون أي مردود.
والاستثمار في مجموعة المكلارين يذكرني في قصة مشابهة قامت فيها البحرين سابقا في عالم الأزياء والاستثمارات في شراء شركة غوتشي وإعادة هيكلة الشركة بطريقة فريدة لا أعلم من أين للفريق المعني أن يملك تلك الخبرات التي تضاهي الخبرات الأجنبية في الاستثمار والاستشارات القانونية وإعادة بيعها في عام 2022 بمبلغ 2.8 مليار دولار، حيث من غير الواضح صافي الأرباح للشريك البحريني إنفستكورب في الصفقة المعنية. والسؤال المطروح هل سوف تقوم البحرين بتكرار قصة غوتشي وإعادة بيع المكلارين في المستقبل اذ من الواضح ارتباط مستقبل الشركة مع مستقبل صناعات السيارات المرسيدس بالذات وعالم السباقات أم أن الاحتفاظ بالمكلارين أجدى استثماريا وتسويقيا بالرغم من تضاعف قيمتها التسويقية في فترة بسيطة.