في إطار التحولات التي يشهدها العالم اليوم من ناحية الجغرافيا السياسية فإن مملكة البحرين ليست بعيدة عن هذه التحولات والمتغيرات في المحيط القريب خليجيا إلى المحيط الإقليمي والعالمي، وهنا يجب علينا التكيف مع تلك الاختلافات وهي جوهرية.
اليوم، وفي عصر التطوير والازدهار لمملكة البحرين بقيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، ودعم صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله تتجه البحرين الى التطوير الشامل على جميع الأصعدة التي تحتاج الى تطوير مع المتغيرات الحاصلة أكثر مما هي عليه الآن، وذلك للتنافسية على صعيد المنطقة وحجز جزء من الشطيرة وبالأخص بالشطر الاقتصادي منها، وكذلك التطوير الشامل للمحاور الأخرى الداخلية.
وبما أن جميع اتجاهات التطوير الاستراتيجية تتأثر بعوامل تعرف باسم “Pestel Framework” وهي عوامل أساسية ولها تأثير مباشر على القرارات سواء كان القرار على المستوى الفردي، الشركات أو الدول.
وعليه أرجو منكم أيها القراء الأعزاء لهذا العمود وبكل احترام البحث في معنى المصطلح ودراسة تأثيراته على مستوى الأفراد، الشركات، وجميع دول العالم.
إن حروب العصر وما تجره من ويلات على الشعوب والشركات والدول، هي حروب هيمنة واستحواذ على الموارد لتعزيز سيطرة شركات عالمية تقود دول للهيمنة الاقتصادية والريادة العالمية. والطرف الآخر يكون في جهة صد تلك المحاولات للاستيلاء على تلك المقدرات من الدول التي تكون في ذلك المحور، وعلى سبيل المثال فإن الحرب الدائرة اليوم بين روسيا وأوكرانيا أساسها اقتصادي من الغرب للاستحواذ على الموارد الغذائية والصناعية، وعلى سبيل المثال الأرز من الناحية الغذائية و“Lithium” من الناحية الصناعية وهو مورد أساسي في الصناعات المستقبلية ويدخل بشكل مباشر فيها.
ومن هنا ترى دخول الشركات العملاقة العابرة للقارات بطريقة غير مباشرة على خط تمويل تلك التحولات مثل الشركة الأم “VanGuard” ومن تحتها “black Rock”،”State Street”, “Morgan Stanley”، وهي شركات متوغلة عالميا تحت مسميات كثيرة.
وإلى مقال آخر نراكم على خير.
خبير مصرفي بحريني