يستحق ترامب عن جدارة وصف الرجل الأزرق، فهو دائم الظهور بـ “بدلة زرقاء مع كرافت حمراء أو سوداء”، وقد قامت حملته الانتخابية بتصميم علم مطبوع عليه 2024 trump باللون الأزرق على الوجهين للتشجيع على التصويت في الانتخابات التي ينافسه فيها الرئيس بايدن.
إعجاب ترامب باللون الأزرق له علامات كثيرة، فهو مثلاً أمر بإضاءة واجهة البيت الأبيض باللون الأزرق تكريما لضحايا الشرطة الذين قتلوا خلال تأدية عملهم، حدث ذلك عام 2017 في الاحتفال بذكرى ضباط السلام التي أقرها الرئيس كنيدي في مايو 1962. ربما يكون ترامب فعل ذلك تماشياً مع الزي الأزرق للشرطة الأميركية، لكن ذلك لا يقلل من تفضيله هذا اللون، ففي عام 2019 أزاح رجل الأعمال بيزوس مؤسس أمازون والمقرب من ترامب الستار عن نموذج بالحجم الطبيعي لمركبة فضائية مكونة من طابقين أطلق عليها “القمر الأزرق” قائلا أمام مسؤولين من وكالة ناسا الفضائية: سوف نقوم بعمل حمولات من الأرض إلى القمر، مشيراً إلى أن المركبة من أفضل النماذج التي تم تصنيعها، وأنها ستباع في الأسواق حيث يتمكن ملايين الأشخاص من العيش والعمل في الفضاء. ترامب المهووس بالأزرق أمر في يناير 2020 باغتيال القائد العسكري قاسم سليماني قائد فيلق القدس مطلقاً على العملية “البرق الأزرق” حيث أغارت طائرة مسيرة من دون طيار على سليماني أثناء خروجه من مطار بغداد، فقتل مع تسعة أفراد. وحتى حين استحوذ إيلون ماسك على تويتر بعلامته الزرقاء فإن ترامب الذي اشتهر بنشاطه الزائد على المنصة علق بأنه لم يعد مهتما بالعصفور الأزرق الذي بات مملا.
في أميركا توجد دلالة سياسية للونين الأزرق والأحمر، فالولايات التي تميل إلى الحزب الديمقراطي يطلق عليها الولايات الزرقاء، والتي تميل إلى الحزب الجمهوري حزب ترامب يطلق عليها الولايات الحمراء، والمتأرجحة يشار إليها باللون الأرجواني.
“المقال كاملا في الموقع الإلكتروني”.
* مدير تحرير “الأهرام”

هذا التقسيم يعود إلى بداية ظهور التلفزيون الملون في أميركا حين صممت شبكة “سي بي أس” أول خريطة للانتخابات باستخدام اللونين الأزرق للديمقراطيين والأحمر للجمهوريين وقلدتها بقية الشبكات. الفكرة قد تكون جاءت صدفة أو تم أخذها من الأحزاب البريطانية، حيث إن المحافظين باللون الأزرق والعمال باللون الأحمر. خسر أزرق المحافظين في بريطانيا لكن كل التوقعات تشير إلى أن الرجل الأزرق ترامب سيفوز في الانتخابات سواء استمر بايدن في المعركة أو تم استبداله، المرحلة المقبلة ستكون زرقاء على العالم.
علماء النفس يقولون إن اللونين الأزرق والأحمر يزيدان نشاط الدماغ، هذا العالم المشتعل لا يحتاج ما يزيد النشاط والاحتراق، إنما يحتاج إلى الأزرق الذي يدفع الإنسان ليكون مبدعا وخلوقا.

مدير تحرير “الأهرام”