في طفولتنا كنا نجلس أمام الشاشات الصغيرة، مشدوهين بعوالم الخيال العلمي التي تملأ الرسوم المتحركة بأحداثها المثيرة وتكنولوجياتها الخيالية، حيث السيارات تطير والروبوتات تتجول بين الناس كأمر واقع. اليوم، دعونا نتخيل سوياً مملكة البحرين بعد فترة من الزمن، في عالم تحولت فيه هذه الأحلام إلى واقع ملموس.
تخيلوا شوارع المملكة وهي تعج بمركبات كهربائية صامتة، تنزلق بين الأزقة والطرقات دون أن تترك وراءها سوى همس الرياح. هذه المركبات ليست فقط صديقة للبيئة بل تعمل بكفاءة عالية، تخفض مستويات التلوث وتحافظ على نقاء الجو الذي نتنفسه. ومع التقدم التكنولوجي، أصبحت تلك المركبات قادرة على القيادة الذاتية بكل أمان، ما يجعل تجربة الانتقال من نقطة إلى أخرى تجربة مريحة وخالية من الضغوط. في هذا العالم الجديد، لا حاجة لامتلاك رخصة قيادة؛ فالسيارات المزودة بأحدث أنظمة الذكاء الاصطناعي تتمكن من التعرف على وجهتك والتحدث إليك، تقدم لك نصائح السفر وتحذيرات الطريق، كما لو كانت رفيقك الذي يعرفك جيداً. وليس هذا فحسب، بل إن التكامل بين وسائل النقل المختلفة، من السيارات الكهربائية إلى الطائرات الصغيرة التي تستخدم للنقل العام، قد أتاح تجربة سلسة تخلو من التأخير والازدحام. هذا التحول التكنولوجي لم يكن ليتم دون تهيئة الأجيال الجديدة للتعامل مع هذه التقنيات المتقدمة. تم تطوير مناهج تعليمية تركز على العلوم والتكنولوجيا منذ سن مبكرة، ما أعد جيلاً يتقن التفكير التكنولوجي ويمكنه الإبداع في استخداماته اليومية.
وفي النهاية، ليست هذه المدينة المستقبلية مجرد حلم بعيد، بل هي تنتج لخطط استراتيجية وضعت على مدى سنوات وتحققت بفضل الجهود المستمرة للتطوير والابتكار. مملكة البحرين التي نعيش فيها اليوم، بكل تفاصيلها المتقدمة والنظيفة، كانت ذات يوم حلماً في عقل مبدع، وهاهي الآن حقيقة نعيشها ونتنفسها يومياً.

خبير تقني