في ظل عالم معتمد على التكنولوجيا في كل شؤون حياته؛ فقد وجد المخترقون فرصًا كثيرة للتخريب أو استغلال بيانات ومعلومات مالية وشخصية، بل وتفننوا في خلق الوسائل والأساليب التي تسهل مهمتهم، عبر برامج خبيثة أو رسائل احتيالية وصولًا إلى تحقيق أهدافهم، وهو ما جعل الأمن السيبراني من أكثر القضايا أهمية وحاجة ملحة.
وفي عصر تسارع التقنية والتحول الرقمي الذي نعيشه اليوم، تعتمد المؤسسات بشكل كبير على البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات لحمايتها من الهجمات الإلكترونية، ومع تزايد عدد المؤسسات التي تتبنى التحول الرقمي، يتزايد خطر الجرائم الإلكترونية بمعدل سريع؛ وكذلك أهمية الأمن السيبراني، ولأن البحرين من الدول الرائدة في المنطقة التي انتقلت بشكل كامل إلى العالم الرقمي في التعاملات الحكومية، إلى جانب ما شهده القطاع الخاص من نقلة نوعية في هذا الجانب، فقد كانت أيضًا من أوائل الدول التي تنبهت مبكرة إلى ضرورة توفير منظومة متكاملة من الآليات والبرامج التي توفر الحماية السيبرانية.
ويحتوي نهج الأمن السيبراني الناجح على طبقات متعددة من الحماية تنتشر عبر أجهزة الكمبيوتر أو الشبكات أو البرامج أو البيانات التي يرغب الفرد أو الشركة في الحفاظ عليها، وبالنسبة للأشخاص والعمليات والتكنولوجيا، يجب أن يكمل كل منها الآخر داخل المؤسسة لإنشاء دفاع فعال في مواجهة الهجمات السيبرانية، ويمكن لأنظمة إدارة التهديدات الموحدة التي تقدمها شركات أمن المعلومات تسريع وظائف عمليات الأمان الرئيسية في المؤسسات، وتوفير رؤى شاملة للأمن السيبراني، عبر تجميع وتحليل البيانات من مصادر متعددة، ما يسهم في تحديد النمط العام للتهديدات وتحديد الثغرات الأمنية المحتملة في البنية التحتية للشبكة والأنظمة.
ويتضمن الأمن السيبراني مجموعة من التدابير، مثل جدران الحماية وبرامج مكافحة الفيروسات، وتقنيات التشفير للدفاع ضد التهديدات السيبرانية، والهدف الرئيسي من كافة هذه الإجراءات هو الحفاظ على سلامة المعلومات وسريتها وتوافرها مع تقليل المخاطر المرتبطة بالهجمات الإلكترونية.
ويتميز الأمن السيبراني بالعديد من المزايا، من أهمها حماية البيانات الحساسة للمؤسسات الحكومية والعسكرية والمالية والتجارية والشخصية وغيرها، وضمان استمرارية الأعمال في الأوقات كافة، وتعزيز ثقة أفراد المجتمع في البنية التحتية التكنولوجية، والرصد المبكر للأزمات الرقمية وضمان سرعة الاستجابة لها، وحماية الملكية الفكرية وسمعة المؤسسات الحيوية من أي اختراق قد يؤدي إلى سرقة وكشف المعلومات الشخصية، وتبني برامج الأمن السيبراني في المؤسسات سيخدم بلا شك جميع القطاعات عبر مساعدتها في رحلة تحولها الرقمي بشكل آمن.