العدد 5719
الثلاثاء 11 يونيو 2024
banner
بروتوكولات السيطرة على العالم
الثلاثاء 11 يونيو 2024

“أخيرا ظهرت في اللغة العربية نسخة كاملة من هذا الكتاب العجيب”، هذا ما كتبه الكاتب الكبير عباس محمود العقاد معرباً عن دهشته لعدم ترجمة كتاب بروتوكولات حكماء صهيون حتى ذلك الوقت من عام 1951. كان الكتاب قد ظهر سنة 1902 باللغة الروسية، وتمت ترجمته إلى الفرنسية والإنجليزية والألمانية، كل ترجمة كانت تثير ضجة لا تتوقف إلا باختفاء نسخ الكتاب. وتصدى محمد خليفة التونسي لترجمة الكتاب إلى العربية موضحا أن زعماء الصهيونية اجتمعوا 23 مرة حتى سنة 1951 وقت ظهور الترجمة، بهدف السيطرة على زمام السياسة العالمية من خلال التحكم في الاقتصاد العالمي، وكذلك تأسيس مملكة اليهود في أرض فلسطين، وهو ما تكشفه هذه البروتوكولات. فكتاب بروتوكولات حكماء صهيون يتضمن أربعة وعشرين بروتوكولا، ترسم خطة اليهود والصهيونية للسيطرة على العالم من خلال استغلال رؤوس الأموال اليهودية وإشاعة الكراهية بين الشعوب وإثارة الطائفية مع نشر الفتن والفوضى. 
وقصة الحصول على هذه البروتوكولات يحكيها العالم الروسي سيرجي نيلوس الذي قام بنشر الكتاب، بعد أن تسلم المخطوط من صديق وفوجئ بأنه يصف بدقة ووضوح عجيبين خطة لمؤامرة عالمية تهدف للسيطرة على العالم من خلال إشاعة الفوضى والحروب. وثائق الكتاب وقعت في حوزته عام 1901 بعد أن قامت سيدة فرنسية بسرقتها من أحد زعماء الماسونية في فرنسا. الوثائق انتزعت من كتاب ضخم فيه محاضر وخطب وجدت في جمعية صهيون بفرنسا، وهي ليست مضابط جلسات بل تقرير وضعه شخص له نفوذ وقسمه إلى أقسام، وما يحويه الكتاب ينبغي أن يقنع من لهم آذان بالسمع لما فيه من وضوح بهدف حثهم على حماية أنفسهم. منذ البداية أثارت البروتوكولات جدلا واسعا، البعض راح يشكك في صحتها، فيما آخرون أكدوا حقيقتها، وأن ما جاء بها موجود في التلمود وكتب اليهود.

البروتوكولات فقط قامت بالتفصيل والتوضيح للأهداف. فاليهود الذين تعرضوا للاضطهاد طويلاً خلال تاريخهم أصبح هدفهم إشعال العالم بالحروب، والمفارقة العجيبة أنهم استفادوا من الحربين العالميتين الأولى والثانية، في الأولى حصلوا على وعد بلفور وفي الثانية أعلنوا قيام دولة إسرائيل.
نلاحظ أن الكتاب يحتوي على 24 بروتوكولا وهو ما يساوي تقريباً عدد الاجتماعات التي عقدها زعماء الصهيونية حتى إعلان إسرائيل. استمرت الاجتماعات بعد ذلك حول كيفية تنفيذ البروتوكولات والسيطرة على العالم. آخر سطور الكتاب تقول: إن قطب العالم في شخص الحاكم العالمي الخارج من بذرة إسرائيل يطرح كل الأهواء الشخصية من أجل مصلحة شعبه.
لعل مرور كل هذه السنوات على الكتاب والجرائم التي يقوم بها الإسرائيليون ضد الفلسطينيين في غزة وصمت المجتمع الدولي أو عجزه عن مواجهتها تؤكد حقيقة كل كلمة وردت فيه للسيطرة على أصحاب القرار في السياسة العالمية.

مدير تحرير “الأهرام”

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية