يجول العالم من أجل السلام
"البلاد" تحاور رحالة رومانيا زار أكثر من 156 بلدا
يعيش العالم اليوم في زمن من التوترات والنزاعات والانقسامات العالمية، ولكن هناك أشخاص يسعون جاهدين لتعزيز السلام والتفاهم بين الثقافات المختلفة. وهنا الرحالة الاستثنائي الروماني محمد ستيفان ليكا، الذي قام بجهود كبيرة لنشر السلام في جميع أنحاء العالم، هو شخصية استثنائية يجمع بين حبه للسفر والمغامرة وشغفه لنشر السلام، قام الرحالة برحلات مذهلة حول العالم، حيث استكشف ثقافات مختلفة وتعلم الكثير عن الناس وتاريخهم. زار ليكا أكثر من 156 دولة، حيث اندمج مع المجتمعات وعاش حياة الناس اليومية، وقام بزيارة المساجد والكنائس والمعابد وتعلم عن تقاليدهم ومعتقداتهم.
نشر السلام
كان هدف الرحالة الرئيس هو نشر السلام بين الشعوب، وقام بالتواصل مع الناس واستمع إلى قصصهم وتجاربهم، كما عمل على بناء جسور من التعايش السلمي بين الثقافات المختلفة.
وعن خططه المستقبلية، يعتزم الرحالة الاستمرار في رحلاته والتفاعل مع المجتمعات العالمية، ويخطط لتوثيق رحلته في كتاب وإصدار فلم وثائقي.
ويقول: السلام يبدأ من الداخل وينتشر إلى العالم الخارجي.
وفيما يلي نص حوار البلاد مع الرحالة:
كيف جاءتك فكرة التجول حول العالم؟
أنا سعيد جدًا بوجودي معكم هنا في البحرين، أنا ستيفن ليكا من رومانيا، أنا أستاذ دكتور في جامعات رومانيا والآن لدي أيضًا اسم جديد محمد، لأنني منذ أن أصبحت مسلمًا قررت أن أفعل أشياء عديدة، والأهم هو القيام برحلة حول العالم لتعزيز السلام بين الأمم.
كيف بدأت رحلتك؟
بدأت الرحلة من رومانيا وعبرت 156 دولة في العالم، بدءا من رومانيا، بلغاريا، تركيا، سوريا، الأردن، المملكة العربية السعودية، الكويت، قطر، البحرين، الإمارات، ثم شحنت سيارتي إلى مصر، السودان، إثيوبيا، كينيا، تنزانيا، ملاوي، موزمبيق، جنوب إفريقيا، ومن جنوب إفريقيا إلى أميركا الجنوبية، أقود سيارتي طوال الطريق.
ومن الأرجنتين إلى ألاسكا وأميركا الجنوبية وأميركا الوسطى وأميركا الشمالية، ثم زرت آسيا وأستراليا، ثم أنهيت رحلتي في رومانيا بعد أن قمت بتغطية 156 دولة.
هل تذكر لنا موقفا صعبا مررت به في إحدى رحلاتك؟
واجهت الكثير من الصعوبات، ولكن ما تعرضت له في جنوب إفريقيا مختلف تماما عن البقية، حيث تعرضت لسرقة جميع أغراضي ومعداتي من السيارة، فذهبت أنا وزوجتي لشراء بعض الأغراض من السوق.
وفي البرازيل وأيضا في غابات الأمازون وجدنا صعوبات، حيث إن اللغة شكلت لنا صعوبة في التعامل مع الآخرين، وهناك بعض البلدان شديدة الحرارة، وبعضها شديدة البرودة مثل ألاسكا وترونتو، كما تعرضت لموقف غريب أثناء تفتيش أغراضي، حيث سرقت الشرطة خاتم زوجتي.
ما نوع سيارتك التي تستخدمها في رحلاتك؟
سيارة جيب صنع رومانيا ذات دفع رباعي، ومن قبلها من العام 1992 إلى 1995 كنت أطوف مشيا على الأقدام للترويج للسلام، وزرت 40 دولة خلالها كلفتني 54 زوجا من الأحذية، ومشيت خلالها نحو 29 ألف كيلومتر ومن بعدها أستخدم السيارة إلى الآن.
كيف تنظر للعالم وتعدد اختلافاته؟
نحن مختلفون عندما نكون منغلقين على أنفسنا في العالم الكبير، فعندما نهتم ببعضنا بعضًا، ونتذكر أننا ننحدر من آدم وحواء، أيًا كان ديننا، ومهما كانت جنسيتنا، وعرقنا، فنحن إخوة، عندما سافرت إلى بلدان مختلفة، أريد أن يكون الناس معًا.
ما رسالتك في رحلاتك؟
رسالتي، إذا كان لدينا السلام فيمكننا حل جميع المشكلات سلميًا للغاية من دون أي صداع، ولكن علينا أن نعتني ببعضنا بعضًا، إذا كنا نعيش في سلام فلا يهم، هناك لا يهم أنت من، وعلينا أن نتعامل مع الناس على قدم المساواة.
ما حلمك؟
حلمي هو رؤية الناس من دون قتال في كل العالم، يعيشون بسلام.
هل تتوقف رحلتك الان؟
رحلتي متوقفة بالفعل الآن، وأنا أفعل شيئًا أريد أن يكون فريدًا، وأريد إصدار كتاب عن رحلاتي حول العالم، لأنني اكتسبت تجارب مختلفة في بلدان مختلفة.
ما الذي تعد له الآن بعد توقف الرحلة؟
تأليف كتاب وعمل فيلم وثائقي عن رحلتي، لأوضح فيه حقيقة السلام وإيصالها إلى الأشخاص الذين لا يعرفون عنه شيئا.
* ستيفن ليكا أطلق على نفسه اسم محمد بعد دخول الإسلام وهو بالأساس أستاذ في مجال الالكترونيات في جامعات رومانيا.
زار ليكا 156 بلدا ووجد حفاوة كبيرة في استقباله، يقول ليكا إن الله سبحانه وتعالى أكرمه خلال الرحلة بأن يكون سبباً في هداية 82 شخصاً إلى الإسلام. وجاءت فكرة القيام برحلة حول العالم لنشر السلام في العالم.