تداولت وسائل الإعلام بشكل كبير جانبا من حديث جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، خلال مقابلته رئيس جمهورية روسيا الاتحادية فلاديمير بوتين الأسبوع الماضي، والتي تطرق جلالته خلالها للعلاقات البحرينية الإيرانية. حديث جلالة الملك المعظم يؤصل السياسة الخارجية الثابتة لمملكة البحرين، والقائمة على نشر الأمن والسلام وتعزيز العلاقات الدبلوماسية مع جميع الدول، وما من شأنه خلق استقرار سياسي في المنطقة، وهو النهج الذي اتسمت به مملكة البحرين منذ تولي جلالته مقاليد الحكم منذ ربع قرن، حيث عكف ملك البلاد المعظم على الارتقاء بالعلاقات مع مختلف الفاعلين الدوليين وتنمية الشراكات الاستراتيجية التنموية وتعزيز آفاق التعاون بما يعود بالخير والرخاء على مملكة البحرين ودول المنطقة.
في ضوء ذلك فإن وجود علاقات قائمة على حسن الجوار واحترام الأعراف الدبلوماسية والمواثيق الدولية ضرورة يحتمها علينا الواقع الجيوسياسي، خصوصاً في ظل التوجه الأخير لدول المنطقة فيما يعرف بسياسة تصفير الأزمات في منطقة الشرق الأوسط، بما من شأنه أن يحول تلك الأزمات لعلاقات قائمة على التعاون الوثيق والشراكات المستدامة تحديداً في المجال الاقتصادي والتجاري. على الرغم من المطبات إن صح لي التعبير التي شابت العلاقات البحرينية الإيرانية خلال العقد الماضي، إلا أن مملكة البحرين دائماً ما كانت تترك الباب موارباً في سبيل تجاوز هذه العقبات، حيث أستذكر في هذا المقام حفاوة الترحيب التي قوبل بها وفد مجلس الشورى الإيراني المشارك في أعمال الاجتماع 146 للاتحاد البرلماني الدولي الذي استضافت مملكة البحرين أعماله خلال شهر مارس الماضي، إضافة لتوجه وزير الخارجية عبداللطيف الزياني لطهران لتقديم واجب العزاء في وفاة الرئيس الإيراني، تلك المواقف وغيرها تشير إلى أن نهج مملكة البحرين المستمد من منظور جلالة الملك المعظم دائماً ما ارتكز على سياسة الأمن والاستقرار وترسيخ قيم السلام والتعاون.
كاتبة وأكاديمية بحرينية