في المؤتمر الصهيوني الأول تم وضع اللبنة الأولى في عملية إنشاء دولة إسرائيل، عقد المؤتمر في أغسطس 1897 في بازل بسويسرا، وحضره 197 مشاركا يمثلون كل التيارات اليهودية، منهم الملحد والمؤمن والفوضوي والاشتراكي والرأسمالي، حيث حرص تيودور هرتزل رئيس المؤتمر ومؤسس الحركة الصهيونية على أن يمثل اليهود من كل الاتجاهات ولا يقتصر الحضور على فئة دون أخرى، كان هرتزل يهدف إلى إقناعهم بأهمية الحصول على اعتراف دولي يضمن إنشاء وطن لليهود في فلسطين، والأهم من ذلك جمع اليهود في حظيرة واحدة، قال في كلمته: الصهيونية هي عودة للحظيرة اليهودية حتى قبل كونها عودة لأرض اليهود. مشيراً إلى أن المسألة اليهودية لا يمكن حلها من خلال التوطين البطيء أو الهجرة التسللية دون اعتراف دولي بالمشروع الاستيطاني من قبل الدول الكبرى. وحدد المؤتمر الأساليب العملية لتحقيق أهدافه مثل: تنمية استيطان فلسطين بالعمال الزراعيين، وتقوية الوعي القومي اليهودي والثقافة اليهودية، وأخيرا القيام بالإجراءات التمهيدية للحصول على الموافقة الدولية على تنفيذ المشروع. ناقش المؤتمر أيضا أوضاع اليهود الذين قاموا بهجرة تسللية إلى فلسطين عام 1882، كما طالب المجتمعون بإحياء اللغة العبرية وتكثيف دراستها بين اليهود والمستوطنين، مع ملاحظة أن اللغة المستخدمة في المؤتمر كانت الألمانية.
على مدى سنوات استمر انعقاد المؤتمر بين بازل ولندن ولاهاي وهامبورج وفيينا دون أن يكون له موعد ثابت، وحين عقد المؤتمر الثاني عشر عام 1921 احتفلوا خلاله بالحصول على وعد بلفور عام 1917، واعتبروه خطوة كبيرة في تحقيق حلم الدولة، فيما جاء المؤتمر الثاني والعشرون عام 1946 قبل إعلان الدولة اليهودية بعامين، أي أن الحركة الصهيونية نجحت في الوصول إلى إنشاء دولة إسرائيل بعد اثنين وعشرين مؤتمرا فقط، ومضى حوالي نصف قرن على عقد مؤتمرها الأول.
مدير تحرير “الأهرام”