ترتبط مملكة البحرين بعلاقات ثابتة وراسخة مع روسيا الاتحادية، فضلًا عما يجمعهما في الكثير من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وشهدت الكثير من الحقول التعاونية تطورًا متناميًا بين الدولتين الصديقتين، ووضع الخطط التشاركية الثنائية وتطويرها على جميع المستويات، وهو ما يؤكد متانة العلاقة البحرينية الروسية المقرونة بشبكة متكاملة من العلاقات الرفيعة، وقد أثمرت هذه العلاقات الكثير من الزيارات المتبادلة للقيادتين ومسؤوليها، والتي شكلت مداميك قوية في العلاقات التي نمت وتعاظمت وأينعت بتوقيع العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم والتعاون بمختلف المجالات.
وتتويجًا وتعزيزًا لمسار هذه العلاقات حل ملك البلاد المعظم ضيفًا عزيزًا على روسيا وقيادتها وشعبها بدعوة كريمة من الرئيس الروسي، والتي بدأت باجتماعات ولقاءات وبالتوقيع على اتفاقيات تناولت سُبل تنمية وتطوير علاقات التعاون بين المنامة وموسكو، والتي ستُعَبِد لفتح آفاق جديدة لتوسعة (التبادل التجاري والاستثماري والاقتصاد الرقمي، التعاون الثقافي والفني والسياحي، العلمي والتعليمي والتكنولوجي، المسح الجيوفيزيائي ومجالات ضمان وحماية الاستثمار، الطاقة وعلوم الفضاء والبيئة والتعاون العسكري والأمني)، ومع قدوم العام المقبل 2025م سيتم الاحتفال بمرور (35) عامًا على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البحرين وروسيا التي بدأت عام 1990م. وتأتي العلاقات البحرينية الروسية لأهمية الانفتاح على جميع دول العالم، واستنادًا إلى مبادئ المملكة الراسخة في تدعيم أواصر العلاقات الثنائية مع مختلف الدول، والقائمة على التعاون والاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية. فالبحرين تنظر إلى روسيا باعتبارها طرفًا دوليًا مؤثرًا في السِلم والأمن الإقليمي والدولي، وتعتبر روسيا البحرين شريكًا رئيسيًا يحظى بثقة محيطه الإقليمي، والدولتان تؤكدان احترام قِيَم التسامح والعيش المشترك. 35 عامًا تخللتها حزمة متنوعة وعديدة من المشروعات وفي مقدمتها العلاقات التجارية، حيث تبلغ صادرات روسيا إلى البحرين (13) مليون دولار، مقابل واردات بقيمة (5.1) ملايين دولار، كما تضاعفت السياحة بين روسيا والبحرين ست مرات عام 2022م.
كاتب وتربوي بحريني