للقراءة: "بلد الثلوج" لياسوناري كاواباتا
يتمحور السرد حول حكاية رجل يرتاد مشتىً في قرية جبلية شبه معزولة عن باقي معالم اليابان، حيث يعود إلى هناك لمقابلة محظية سبق وأن تعرّف إليها في زيارته السابقة. وعبر عودة شيمامورا للقاء محظيته كوماكو، وكذلك لقائه بالفتاة الجميلة يوكو، يستعرض كواباتا سلسلةً من المواضيع التي تبدأ بالجمال والرغبة ولا تتوقّف عند معاني الوحدة والعزلة والسلطة أو الموت.
يكتب كاواباتا باقتصاد لا مثيل له وبأناقة متفردة، مع استخدام واع للمفردة الموحية حيث تنعكس شخصيته بجانبيها الحسي والتأملي على مجمل أعماله الأدبية ..... اعتبر النقاد في الغرب روايته "بلد الثلوج " تعمل على تحقيق التزاوج بين أسلوب الهايكو والإمكانية الروائية تتحدث الرواية عن بطل ثري عاجز تماماً عن الحب، والبطلة فتاة "جيشا" تعمل في منتجع لأحد ينابيع المياه الحارة، نقية طاهرة الروح وسط الفساد، وما نلبث أن نراها تتردى أمام أعين الجميع. يحاول الإثنان الحب، لكن الحب لا يأتيهما قط وهما معاً فكلما كانا أكثر قرباً من بعضهما كلما ازدادا ابتعاداً وعزلة عن بعضهما. فالبطل "شيمامورا" بنى شخصيته على أنه نصف متشائم وساخر لديه نصف عالم من أحلام الرغبة، منشغل بالقليل الذي يوحيه الجسد والدم "وشيمامورا" خبير في فن الباليه الغربي، إلا أنه لم يشهد عرض باليه قط طوال حياته، وقد لا نكون مبالغين إذا ما راودنا الشك في أنه قد يغمض عينيه إذا قدم أمامه عرض للباليه. إن حب شيمامورا لكوماكو محكوم عليه بالإخفاق منذ البداية، فهو منجذب نحو "يوكو" من خلال كوماكو يوكو تلك الفتاة العاطفية غريبة الأطوار التي تومض في مخيلة شيمامورا أشبه بضوء مشع في ظلمة الجبال والرواية هي في النهاية رائعة كاواباتا، التي أبدع منها قصة حب شيمامورا الرمز الكامل للجحود في الحب.