العدد 5526
الجمعة 01 ديسمبر 2023
banner
موسكو والقاهرة... فرص استثمارية واعدة
الجمعة 01 ديسمبر 2023

العلاقات الاقتصادية المصرية الروسية آخذة في النمو والازدهار يومًا بعد يومٍ، ومؤهلة لأن تُصبح مثالًا يُحتذى؛ من حيث الإمكانات والإمكانيات، في ظل تقارب الرؤى على جميع المستويات، إضافةً لحجم التبادل التجاري الذي يتطور ويتميز بالديناميكية النشطة، إذ تمتلك الدولتان احتياجات وقدرات مُتبادلة يمكن الاستفادة منها لكليهما على السواء وكذلك هناك تنامٍ في العلاقات الروسية الأفريقية.
الإثنين الماضي، وبالتحديد في السابع والعشرين من نوفمبر، كان هناك موعدٌ بين رجال الأعمال المصريين والروس بالمركز الثقافي الروسي بالقاهرة، والذي شهد، بما لا يدع مجالًا للشك، تلاقيًا مشتركًا في جوانب استثمارية عديدة، تعود بالنفع لصالح البلدين الكبيرين، وتزيد من متانة العلاقة الوطيدة التي عمل عليها الرئيسان عبدالفتاح السيسي وفلاديمير بوتين خلال الأعوام الماضية.
يقينًا هناك فرص واعدة في انتظار الدولتين في ظل علاقات ثنائية متينة، بعد أن لاحظنا بقوة مؤخرًا تقارب وجهات النظر بين الرئيسين المصري والروسي في معظم المجالات، وتتمثَّل أهم الفرص الاقتصادية للتعاون بين مصر وروسيا في المجالات الاقتصادية المتعددة، كالسياحة والطاقة، والتجارة والصناعة والتكنولوجيا وغيرها، حيث تتمتع مصر بموقع جغرافي استراتيجي يربط آسيا وأفريقيا وأوروبا، مما يجعلها بوابة مهمة لروسيا للوصول إلى الأسواق العالمية، وكذلك بموقع سياحي لا يوجد له نظير عالميًّا.
وعلى هامش اللقاء، دار نقاش بيني وبين عدد من رجال الأعمال المصريين والروس من بينهم، شريف البربري، قال إن هناك آفاق تعاون جديدة بين مصر وروسيا، فالقاهرة تمتلك قاعدة تصنيعية متطورة ومتنوعة، مما يمكِّنها من تصدير منتجاتها إلى روسيا.
الوفد الرسمي الروسي ضم ممثلين عن 20 شركة روسية، وقد زاروا مدينة طربول الصناعية في مصر للتعرُّف على الفرص الاستثمارية عن قرب لزيادة التعاون التجاري والصناعي بين البلدين، وفق تصريحات، ايجور بولياتشينكو، رئيس الخدمة الدولية بجامعة موسكو الحكومية للإدارة.
الهدف من لقاء رجال الأعمال المصريين والروس وفق ايجور بولياتشينكو، هو إقامة اتصالات تجارية جديدة، حيث يُمثِّل الوفد الروسي 15 منطقة من مناطق الاتحاد الروسي مثل موسكو وسان بطرسبرغ ونوفوسيبيرسك وسارانسك وغيرها من المدن التي تضم مختلف الصناعات.

 كما أن الشركات الروسية المشاركة متخصصة في استخراج الفحم، وإنتاج المعدات الخاصة للتطهير والعمليات البيطرية، والإضافات الخاصة للأسمدة، والتقنيات الخاصة التي تجعل من الممكن إخراج التربة من الرمال، فللوفد الروسي شركتان لوجستيتان جاهزتان للقيام بعمليات التوصيل والنقل بما في ذلك الفواكه والدواجن، ولدى روسيا أيضًا تكنولوجيا معالجة المواد الخام الثانوية التي تظهر في مزارع الدواجن.
وفي روسيا، كما في مصر، تم تطوير نظام المناطق الاقتصادية الحرة؛ حيث يوجد نظام ضريبي مبسّط وإجراءات تسجيل مبسطة، كما تمتلك روسيا تكنولوجيات متقدمة في مجال التصنيع، وتمتلك مصر عمالة كثيفة ومدربة على أعلى مستوى، ويمكن أن تتعاون الدولتان في مجال التصنيع من خلال إنشاء مصانع مشتركة في مصر، وتصدير المنتجات المصنعة إلى الأسواق العالمية.
 أيضًا تمتلك القاهرة شبكة طرق وسككًا حديدية وبحرية واسعة، بينما روسيا يتوافر لديها تكنولوجيات متقدمة في مجال النقل، وهو ما يساعدهما مستقبلًا على التعاون في إنشاء خطوط نقل جوية وبحرية وسكك حديدية بين البلدين، وتطوير البنية التحتية للنقل في مصر.
بالتزامن مع تواجد الوفد الروسي في مصر، تتكامل الرؤى والجهود؛ حيث تتواجد الدكتورة هدى يسى، رئيس اتحاد المستثمرات العرب، في موسكو؛ للحضور كضيف شرف ومتحدّث لدى المؤتمر الدولي التاسع والعشرين للمرأة في سانت بطرسبرغ، الذي أقيم تحت شعار “العلم للمرأة والمرأة من أجل العلم”، ووقَّعت بروتوكولي تعاون مع اتحاد سيدات الأعمال الروسيات ومجتمع الأعمال بسانت بطرسبرغ.
وتُعد هدى يسى من أبرز الداعمين للتعاون الاقتصادي والسياحي بين مصر وروسيا؛ حيث تهدف من خلال بروتوكولي التعاون، إلى تنظيم التعاقدات لدعم التبادل التجاري، وإقامة المشروعات الاستثمارية المشتركة.
ودعت هدى يسى، الروس، إلى المشاركة في مبادرة “عشانك يا بلدي ووحدتنا العربية وتعاوننا الدولي”، والتي تم تفعيلها خلال مؤتمر ومعرض اتحاد المستثمرات العرب بمدينة شرم الشيخ؛ بهدف الترويج للسياحة العلاجية والاستشفائية والمزارات الدينية، ومنها “رحلة العائلة المقدسة”، موجهةً الدعوة لضيوف مؤتمر روسيا للمشاركة في رحلة العائلة المقدسة بين مصر والأردن المقدمة بأسعار خاصة للطيران والإقامة بدعم من وزير الطيران المصري الفريق محمد عباس.
ختامًا، فالعلاقات الاقتصادية بين مصر وروسيا تشهد نموًّا ملحوظًا، حيث تُعد مصر، وفقًا لوزارة التنمية الاقتصادية الروسية، أكبر شركاء موسكو تجاريًّا بأفريقيا في 2023، فحجم التجارة مع الدول الإفريقية ارتفع بنسبة 43.5 % على مدى ثمانية أشهر، حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين روسيا ودول القارة 15.5 مليار دولار، وفي عام 2022، وصل حجم التبادل التجاري بين روسيا والدول الأفريقية إلى 18 مليار دولار.
ووفقًا للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، ارتفعت قيمة التبادل التجاري بين مصر وروسيا لتصل إلى 4.7 مليار دولار، خلال عام 2022، مقابل 4.1 مليار دولار خلال عام 2021 بنسبة ارتفاع قدرها 16.2 %.

كاتب مصري

صحيفة البلاد

2025 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .