+A
A-

الفائز بالمركز الثاني بـ“مسابقة الملك عبدالعزيز”: النية الصادقة لابتغاء مرضاة الله شرط لحفظ القرآن

 قال الفائز بالمركز الثاني بالفرع الثاني بمسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم، وتلاوته، وتفسيره، في دورتها الثالثة والأربعين محمد العمري (18 عامًا) إن أهم التحديات بحفظ القرآن هو كثرة أوجه المتشابهات، وهي مشكلة تواجه كل الحفاظ، مستدركًا، أنه “مع مرور الوقت، سيتمكن الحافظ من حفظ القرآن الكريم، ما دام عازمًا على ذلك”.


وأشار العمري في حديثه لـ”البلاد” إلى أن “التوفيق من الله بمصاحبة القرآن وقراءته وملازمته، وهو هداية وسبيل إلى الطريق القويم، وعزيز يعز صاحبه، وكريم يكرم جليسه”.


 كيف كانت بداية مسيرتك في حفظ كتاب الله عزّ وجلّ؟
 أحمد الله عزّ وجلّ، بأن اصطفاني أن أكون من قرّاء القرآن الكريم، وحفظته، ولقد بدأت المشوار في حفظ كتاب الله عزّ وجلّ منذ أن كنت في التاسعة من العمر، وذلك بمركز أبي بن كعب في المنامة.


ولكن ولبعد المسافة، نقلني الوالد إلى مركز قريب من السكن، وهو الحاج إبراهيم حسن كمال بالمحرق، وهو المركز الذي أكنّ له كثيرًا من التقدير لما بُذل خلاله من جهد معي، في حفظي لكتاب الله، خاصة الشيخ رائد زين أحمد حفظه الله، حيث بدأت وختمت عنده، رغم تنقلي في البداية مع عدة مشايخ.


 ما أهم الصعوبات التي واجهتها في حفظ كتاب الله؟
 أهمها كثرة أوجه المتشابهات، وهي مشكلة تواجه كل الحفّاظ، ولكن مع مرور الوقت، سيتمكن الحافظ من حفظ القرآن الكريم، ما دام عازمًا على ذلك، إذ ليس بالإمكان حفظه دون وجود النية الصادقة الخالصة لابتغاء مرضاة الله، وللتقرب منه.


 فالحمد لله، نيتي كانت صادقة، وأشكر الله سبحانه وتعالى بأن وفّقني بحفظ كتابه الكريم.


 كم أخذتَ من الوقت لحفظ كتاب الله؟
البداية كانت في العام 2014، أي أنني استغرقت سبع سنوات حتى أتممتُ حفظه، ولقد غمرتني فرحة كبيرة منعتني حتى من الخروج من المنزل، اللهم لك الحمد.


 بعدها، استغرقت في مراجعته مراجعة مكثفة لمدة عام كامل، استعدادًا لامتحان القرآن الكريم في معهد القراءات بأم الحصم، وكانت حينها جائحة كورونا منتشرة، فحال ذلك دون تقديمه بشكل حضوري، فقدمته بـ (الأون لاين) عبر برنامج (تيمز) وكان معدلي بفضل من الله مرتفعًا.


ولا أزال حتى اللحظة أقوم بمراجعة مستمرة لحفظ القرآن الكريم، لأن صاحبه سيحاسب على نسيانه.


 مَن أكثر وقوفًا إلى جانبك بهذه المسيرة المباركة؟
أشكر الله سبحانه وتعالى أولًا وآخرًا، بأن وفقني لحفظ كتابه الكريم، ثم أشكر والديّ، فهما أكثر من وقفا معي في هذه المسيرة، فكان الوالد حاضرًا معي في كل يوم بمركز التحفيظ، وقبل ساعة على الأقل من بدء الدرس، حيث كان يسمع لي ما سأقرأه في المركز.


أما الوالدة فكانت تدعو لي في كل ليلة بالتوفيق، وبأن أكون من أعلام الدين، وبأن يجعلني من حفظة كتابه الكريم، ثم أشكر مشايخي في مركز الحاج إبراهيم حسن كمال، فكلهم بلا استثناء ساعدوني وشجّعوني.


كما أشكر شيخي مصعب البوعركي في مركز عقبة بن نافع بعراد، على تعبه معي في إعدادي تجويديًّا، وأداءً، وحفظًا، من أجل إتقان قراءة كتاب الله سبحانه وتعالى، ثم لأجل المسابقة الدولية.


 بماذا تنصح المقبلين الجدد على قراءة القرآن الكريم وحفظه؟
أنصحهم كثير النصح بالاستماع إلى المشايخ الكبار، من أمثال الشيخ عبدالباسط عبدالصمد، والشيخ أحمد خليل الحصري، والشيخ محمد صديق المنشاوي رحمهم الله، والذين يتقنون التجويد وهو الذي يفرق كل مقرئ عن الآخر.


وأشير هنا إلى أن المقرئ الذي سيبدأ مسيرة حفظ كتاب الله بالشكل الصحيح، فسيختمه بالشكل الصحيح أيضًا.


 ما الحل الأفضل لمن تغلبه لهجته في محاولة حفظ كتاب الله؟
أنصحه بأن يلتحق في برنامج اقرأ وارتق، وهو برنامج جميل جدًّا، يعلّم الحافظ منذ البدايات كيفية النطق الصحيح لكلمات الله سبحانه تعالى، وبهذا البرنامج مستويات معينة، منها -على سبيل المثال- المستوى الأول والذي يتمثّل في النطق الصحيح للحروف في القرآن الكريم.


 ما أهم الإشارات الربانية التي جاءتك بفترة حفظك لكتاب الله عزّ وجلّ والتي كانت تحفّزك على الاستمرار؟
 الإشارات الربانية بدأت في مسابقة جائزة البحرين الكبرى للقرآن الكريم، وتحديدًا في فرع حفظ خمسة أجزاء، فبينما كنت في التصفيات النهائية، وأثناء تلاوتي للمقطع المطلوب مني، لاحظت في نفسي، جمال الصوت والأداء.


 فمن هذه اللحظة، اكتشفت بأن لديّ موهبة، ألهمني بها الله عزّ وجلّ، فبدأت أصقل هذه الموهبة، وأنمّيها، وأستمع إلى المشايخ، وإلى المقامات، حتى إلى يومنا هذا، محاولًا أن أقلدهم.


 ولم يتأخر معي المشايخ في النصح، بكيفية نطق هذا الحرف وذاك، وكيفية تحسين أدائي، وكذلك كيفية إشباع آذان المستمعين بذلك المقام، قبل أن أنتقل إلى المقام الآخر، فمن تلك اللحظة وكأن الإلهام نزل إلي من الله عزّ وجلّ.


 حدثني عن المسابقة التي فزت فيها؟
لقد فزت ولله الحمد، بالمركز الثاني بالفرع الثاني بمسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم، وتلاوته، وتفسيره، بدورتها الثالثة والأربعين، ولقد تمت بمشاركة 166 مشاركًا من 117 دولة، وهي أكبر دورة تنظم بهذا العدد من المشاركين.


 كم عدد المشاركين بالمسابقة من البحرين؟
الشيخ فهد فخرو والذي شارك بالفرع الأول، بالإضافة لمشاركتي حيث أحرزت المركز الثاني بالفرع الثاني، في حين كان الأول الشيخ عمار الشهري من المملكة العربية السعودية.


 ما أفضل وقت لحفظ القرآن الكريم؟
وقت الغفلة، أثناء الفجر، وقبل النوم، وبعد الاستيقاظ.