العدد 5474
الثلاثاء 10 أكتوبر 2023
أغرب زواج بين الأديب والسيدة الثرية
الثلاثاء 10 أكتوبر 2023

إنه أغرب زواج في العالم ذلك الذي تم بين الأديب الساخر برنارد شو والسيدة شارلوت، بشرط ألا يحدث بينهما أي لقاء جنسي، والمدهش أن هذا الزواج لم يكن عابراً، إنما كان راسخا لمدة 35 عاما.
والأديب الكبير برنارد شو (1856 - 1950) كان كاتبا ساخرا عاصفا في كتاباته، لكنه كان نباتيا لا يأكل اللحوم، ولا يدخن أو يشرب الخمر، كما أنه توقف عن شرب الشاي والقهوة من أجل العناية بصحته، يقول: الصحة هي الحكمة والرجل الحكيم يتعود العادات التي تخدم صحته. وقد عاش 94 سنة. تزوج برنارد شو من شارلوت تاونسند بعد أن التقاها في الجمعية الفابية التي كان أحد مؤسسيها، وكان في الأربعين من عمره، وكانت فتاة ثرية، هو يبحث عن الزواج العذري، فلا يريد أن يأخذه شيء عن فنه وإبداعه، وهي عاشت قصة حب فاشلة وقررت ألا تتزوج وأن تهب حياتها للعمل العام فانضمت للجمعية الفابية وتبرعت لها بجزء من ثروتها. توثقت العلاقة بينهما مع الأيام، وقبلت شارلوت أن تصبح سكرتيرة له، فزاد إعجابها بشخصيته وأفكاره، وأصبحت تتابع كل كبيرة وصغيرة في حياته. وبعد عامين من العلاقة القوية اتفقا على الزواج وكان شرط "شارلوت" على "شو" ألا تكون بينهما علاقة جسدية، كانت تفزع ويصيبها الرعب كلما فكرت في العلاقة الزوجية الحسية. ووافق "شو" رغم أنه كان في الثانية والأربعين من عمره على هذا الشرط لأنه كان يبحث عن الزواج العذري وأن يتفرغ لنشاطه العقلي والفكري، وربما كان هذا الساخر العظيم يريد أن يسخر من ضعف الإنسان أمام الغريزة الجنسية كاشفا عن أفق آخر أكثر رحابة للقاء بين الرجل والمرأة، لا يكون اللقاء الجنسي هدفه، خصوصا بعد الحياة الزوجية السعيدة التي عاشها الزوجان حتى وفاة الزوجة 1933.
المدهش والمثير أن" شو" خان زوجته ووقع في غرام الفنانة الجميلة "مسز كامبل" ملكة المسرح الإنجليزي، ذهب إليها ليقرأ عليها مسرحيته "بجماليون" وبعدها كتب يقول: لقد تركتني وأنا غارق في حبها، حب يطرق أبواب قلبي وأنا في السادسة والخمسين. اشتعل الحب بينهما سريعا بالرسائل الغرامية، وخلال هذه العلاقة العذرية أيضا كان "شو" حريصا على مشاعر زوجته التي يحبها، ورغم ذلك عرفت الزوجة بالقصة وأحست بالحزن، لكنها راحت تتماسك تاركة له الحرية العاطفية، لأنها كانت تعرف أنها لن تزيد عن مشاعر داخلية.
ورغم قصص الحب الكثيرة التي عاشها برنارد شو إلا أنه كان يحمل لزوجته حبا كبيرا حتى أنه كتب في وصيته "إنني أرغب في أن يحرق جثماني، ثم يجمع الرماد ويخلط بالرماد المتخلف من زوجتي خلطا لا ينفصل، ويحفظ خليط الرمادين في إناء أو ينثر في أرض الحديقة بمنزلنا، حيث عشنا معا 35 سنة، وأنا أفضل نشر الرماد في الحديقة. وتم تنفيذ الوصية وخلط رماد جسمه برماد الزوجة التي كانت قد أوصت بحرق جثمانها، وانتشر الرماد فوق أرض الحديقة، لتتغذى به الأزهار الجديدة بعد أن تتشرب الرماد العبقري لهذا الزواج العجيب.

كاتب مصري

صحيفة البلاد

2025 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .