+A
A-

أمسية كسيول الحب والوفاء لصانع البهجة

لم تكن أمسية عادية بالعين والإحساس، بل كانت مثل سيول الحب والوفاء لفقيد الفن وابن البحرين الراحل علي الغرير رحمه الله. فقد اكتظ مسرح نادي مدينة عيسى بجموع غفيرة من أحبائه وأصدقائه والمسؤولين وكبار المدعوين، الذين جاءوا كفرسان القافلة التي تطوف وتملأ الدنيا نورا وتحمل مشاعل مرايا الفصول. 
جاءوا لتحية من علمنا الفرح والسعادة، وحب الحياة وعيش اللحظة، فقد كانت حياته بطولها وعرضها رغم قصرها أنشودة فرح، حقول من البراءة والطيبة. كان قلبه الصافي يخفق كأجمل سيمفونية أبدعتها البشرية. لقد احترف مهنة الفرح وكل الأحباب والأصدقاء يعرفون ذلك. ولهذا أطلقنا عليه صانع البهجة.
علي الغرير مضى نحو السماء، تاركا خلفه إرثا عظيما كالمرجان الذي يتلألأ في الليالي، شامخا كشموخ التاج على الرؤوس. إنه كنز محبة وبستان يهتف العبير. إنه أشبه بمدينة فرح على الأكتاف نوافذها تطل على آفاق رحيبة، مدرسة بابتسامتها وأغانيها، إنه حلم جميل يوقظنا مع تفتح البراعم الفتية. 
قدر الأسطورة الخلود، وحبيبنا ورفيق عمري الفنان الغرير باق كالفرحة الأزلية، كبشارة الولادة الأولى.