شركات خليجية تستعرض في المنامة تجارب رفاهية كوادرها
خبراء: تهيئة بيئة العمل للموظفين في المؤسسات ترفع الإنتاجية
انطلقت أمس فعاليات المؤتمر والمعرض الخليجي التاسع لتحسين بيئة العمل، بعنوان “جودة الحياة - التنوع والشمولية في بيئة العمل من أجل تعافٍ اقتصادي وأداء متميز ومستدام في العمل والحياة”، برعاية رئيس مجلس الشورى علي الصالح، بحضور نحو 20 متحدثًا، وتقديم أوراق عمل متنوعة.
وأكد خبراء ومسؤولون في شركات محلية وخليجية خلال مشاركتهم في المؤتمر الذي نظمته مجموعة “أوريجين”، أنه ينبغي على المؤسسات أن تعمل على تهيئة بيئة عمل مناسبة للموظفين من أجل تحفيز الموظفين وزيادة الإنتاجية، حيث رأى البعض أن الحضور والانصراف من مقرات العمل لم يعد معيارًا أو أمرًا أساسيًّا لقياس أداء الموظف أو تسيير العمل، خصوصًا مع توافر آليات العمل عن بعد في عدد كبير من المؤسسات، حيث أصبحت العبرة في مستوى الإنتاجية.
تحفيز الموظفين
واستعرض عدد من المسؤولين التنفيذيين والمتخصصين في الموارد البشرية تجارب شركاتهم فيما يخص تحفيز عمل الموظفين ورفع الإنتاجية، والتي شملت على تقليل ساعات العمل، ومنح الموظف فرصة أكبر لتحقيق التوازن بين العمل والحياة الأسرية في المنزل، وإعطاء الفرصة للعمل من المنزل إلى جانب تخصيص أوقات للعمل الخيري والمجتمعي وتوفير خدمة الدعم النفسي للموظفين من خلال أطراف ثالثة وبصورة سرية وغيرها من الأفكار التي تخلق أجواء متزنة تحفّز الموظف على الإنتاج.
ورأى المتخصصون أنه انتهى الوقت الذي يقاس فيه أداء الموظف من خلال ساعات عمله المكتبية، حيث أشاروا إلى أن مستوى الإنتاجية لا يقاس بعدد الساعات التي يكون فيها الموظف في مقر العمل.
وخفّضت إحدى الشركات البحرينية ساعات العمل من 45 ساعة في الأسبوع إلى 40 ساعة في الأسبوع، حيث تتعرف على احتياجات الموظفين من خلال الاستبيانات السنوية، كما تعاقدت مع شركة متخصصة لفتح خط على مدار الساعة لعرض الحالات النفسية والخاصة على الشركة بصورة سرية.
توجيهات القيادة
من جانبه، قال رئيس مجلس الشورى علي الصالح إن جميع المؤسسات تسعى إلى تحقيق الجودة في بيئة العمل لتحقيق الإنجاز، مشيدًا بتوجيهات القيادة على توفير بيئة عمل صالحة للموظفين سواء خلال العمل أو خارج العمل، لكي يؤدوا دورهم في خدمة وطنهم وأبنائهم وأهلهم في المملكة، مضيفا أن “الموضوع كبير، والعالم اليوم يهتم فيه ويجب إعطاء هذا الموضوع الاهتمام الكافي، وأعتقد أننا سنحقق الهدف مع تفهم الجميع لأهمية جودة الحياة في بيئة العمل، وأيضًا جودة الحياة بشكل عام في حياتنا الخاصة”.
إشادة بـ “البلاد”
وأشاد الصالح بدور صحيفة “البلاد” والمؤسسات الإعلامية في تعزيز مفهوم تحسين بيئة العمل لدى جميع الأطراف.
من جانبه، قال رئيس قسم علاقات الموظفين ورفاهيتهم في شركة “أوكيو” النفطية العمانية محمد الفراجي “إستراتيجيتنا تتمحور حول الإنسان وهو أهم أولوياتنا، قدمنا رفاهية عمل للموظف؛ لأنه جزء لا يتجزأ من المنظومة، ويجب أن نواكب التطور على مستوى العالم، فجودة الحياة أصبحت مسألة مهمة في العالم، تغيّرت بعد الجائحة أساليب العمل والعمل عن بعد، فالمهم هو وجود توازن بين الحياة والعمل”.
من جانبه، قال الرئيس التنفيذي لشركة “تشكيل” السعودية مشاري الشلهوب، إن جودة الحياة في بيئة العمل لم تعد ترفًا، بل أصبحت أمرًا أساسا للإنتاجية وتحفيز العاملين، حيث أصبحت جودة الحياة جزءًا من الرؤى الاقتصادية للدول”، مشيرًا إلى وجود ممارسات عملية فيما يتعلق بعملية تحفيز وتحسين جودة الحياة.
من جانبه، أشار رئيس اللجنة العليا المنظمة للمؤتمر أحمد البناء، الذي وجّه شكره في البداية إلى صحيفة “البلاد” لرعايتها ودعمها للمؤتمر، إلى أن السؤال اليوم هو كيف نجعل الموظف سعيدًا في بيئة العمل، لكي يكون سعيدًا مع العائلة والحياة ويكون منتجًا في البلد ويستطيع العطاء بصورة أكثر؟
اتجاهات عالمية
وأوضح أن هناك اتجاهات عالمية تركز على جعل الإنسان يعيش حالة من الراحة في عمله، مبينا “بعد الجائحة تغير التفكير في منظومة العمل، فلم يعد التفكير متى الدوام ومتى الخروج، إذا فكر الموظف في ذلك فإنه في خطأ، يجب أن يكون هناك بيئة حاضنة”. وبين أن هدف المؤتمر خلق وعي في المجتمع بأهمية الاهتمام بالصحة وبيئة العمل والحياة، حيث يستعرض 20 متحدثًا آخر التوجهات في هذا المجال، كما يشهد المؤتمر مشاركة أكثر من 100 شخصية من دول مجلس التعاون الخليجي.
وقام رئيس مجلس الشورى بتكريم عدد من الرعاة، ومن بينهم شركة “بنفت” الراعي الذهبي إلى جانب صحيفة “البلاد” ضمن الرعاة الإعلاميين.
وقالت رئيسة المؤتمر ريم أحمد البوعينين إن الأمم والدول تتسابق لدعم اقتصاديات بلدانها خصوصًا بعد جائحة “كوفيد 19”، وقد عملت مملكة البحرين على نفس المبدأ خلال العامين الماضيين، ولذلك يأتي هذا المؤتمر والمعرض ليركز على أهم عنصر في التعافي الاقتصادي وهو التعافي البشري لرفع مستوى الإنتاجية والأداء في العمل من خلال تأهيل وتثقيف وتطوير العنصر البشري ليكون أكثر عطاءً ونشاطًا وإنتاجًا.