من منا لا يضحك؟ الضحك لغة عالمية لا تحتاج إلى تعليم، كل الناس يضحكون، الغني والفقير، القوي والضعيف، الوزير والخفير، الكبير والصغير، فالإنسان الطبيعي يضحك في المتوسط 17 مرة في اليوم، بمعنى أننا نضحك أكثر مما نأكل. وإذا رأينا شخصا يضحك فإننا نشاركه الضحك دون أن نعرف السبب، فالضحك معد، وإذا أردت أن تقترب من أحد يكون الضحك أقصر الطرق لقلوب الآخرين، وأفضل تعبير عن الشعور بالأمان والاطمئنان، وعندما يضحك الإنسان تسترخي كل عضلات جسمه ويصبح قابلا لأي قرار، وهناك دراسات عديدة تؤكد أن ذوي السلطة أو رؤساء العمل يستخدمون الفكاهة أكثر من مرؤوسيهم كوسيلة ناجحة لتقبل الكثير من القرارات، خصوصا أن الناس يضحكون أكثر على نكتة رئيسهم، فنكتة الرئيس دائما تضحك، والضحك يعني أنك تستريح للآخرين، ويستريحون إليك، فهو إشارة إلى الثقة في من حولك.
وأثبت العلم الحديث أن الضحك لا يقتصر على الإنسان فقط، لكن الحيوانات أيضا تضحك، وأشار العالم الشهير داروين إلى أن الكثير من أنواع القردة تصدر أصواتا تشبه ضحكنا، تفتح الفم واسعا وتكشف أسنانها عندما تكون سعيدة، والإنسان يضحك في حضور الآخرين ثلاثين ضعف ضحكه وهو بمفرده يشاهد التلفزيون مثلا، وأثبتت الدراسات أن الضحك لا يأتي في الأغلب استجابة لمحاولات الإضحاك وقول النكات، فالضحك الناتج عن هذه المحاولات أقل من 20 % من مجموع الضحكات، ومعظم الضحك يأتي من ملاحظات عادية مثل انظر: جاء فلان. والمرأة تضحك أكثر من الرجل، وتبتسم أكثر مما تضحك وحس الفكاهة عندها أقوى، الرجل في كل الثقافات يؤدي الفكاهة ويحرض على الضحك، والمرأة تضحك وتستمتع بالفكاهة أكثر، النساء يبحثن عمن يضحكهن من الرجال، وضحك المرأة لا الرجل الدليل الحاسم على العلاقة الصحية بينهما. إذا ضحكت المرأة فالبيت سعيد، وللضحك فوائد صحية ونفسية أيضا، وقد أعلنت جماعة من الباحثين في جامعة ميريلاند أن الضحك يتسبب في تمدد البطانة الداخلية للأوعية الدموية، الأمر الذي يزيد من تدفق الدم، وهو شيء مفيد لصحة القلب. ونحن جميعا نحلم بالدنيا وهي تضحك لنضحك معها، والشاعر أبوالقاسم الشابي تمنى أن تكون حبيبته جميلة كالسماء الضحوك، فقال: “كالسماء الضحوك كالليلة القمراء.. كالورد كابتسام الوليد”.
* كاتب مصري