ترى ما الفرق بين الإنسان والروبوت، وهل أصبح الروبوت بعد قفزة الذكاء الاصطناعي نموذجا متقدما من الإنسان؟
يرى العلماء أن الإنسان كمبيوتر صنع بطريقة ممتازة وحجمه مدمج بطريقة مثيرة للإعجاب، وهو قادر على الحركة الذاتية ويملك القدرة في كثير من الأحيان على اتخاذ قرار مستقل مع سيطرة حقيقية على البيئة المحيطة، ويمكن القول إن الروبوت بعد أن أصبح يفكر ويشعر ويتخذ القرارات، أصبح يملك قدرات عملية أكثر من الإنسان نفسه.
التشابه بين الاثنين يصب في صالح الروبوت بالطبع، فإذا كانت هناك قيود تحول دون استخدام البشر في أماكن معينة مثل النزول إلى قاع المحيطات أو الصعود إلى سطح القمر إلا باتخاذ إجراءات معقدة ودقيقة، لأن البشر مثلا يفقدون جانبا كبيرا من مخزون العظام والكالسيوم والفوسفور بعد البقاء في الفضاء بضعة أشهر، كما أنهم يعجزون عن تحمل انعدام الضغط الجوي خصوصا عندما تصل المدة إلى سنة، وإذا وضعنا في الحسبان حرص الإنسان على بني جنسه، وبالتالي عدم إرسالهم في مهمات شديدة الخطورة كرحلات الفضاء مثلاً إلا بعد أن يكون معهم الهواء والماء والطعام ووسائل التسلية وتدوير فضلاتهم أيضا، بينما الآلات لا تحتاج إلى هذه الوسائل المعقدة لاستمرار حياتها ولا تسليتها بالطبع، كما أنه لا يوجد أي تأنيب ضمير عند إرسال الروبوت في مهمات انتحارية بأية صورة. لكل ذلك يتميز الروبوت بمميزات لا يتمتع بها الإنسان، وبالتالي أصبح من الممكن أن نرسل جهازا مخصصا للتعدين في قاع المحيط ليكشف لنا كميات المنجنيز الهائلة التي توجد في الأعماق السحيقة. لكن المدهش أنه رغم كل الأعمال الشاقة التي يقوم بها الروبوت لخدمة الإنسان، فان الإنسان نفسه لم يعد يتقبل المنافسة التي أصبحت تشكلها ثورة الذكاء الاصطناعي، فيما يرى أصحاب العقول أن بقاء الإنسان سيحتاج منا أن نتجاوز ذلك التعصب لجنسنا البشري وأن نستقبل ثورة الذكاء الاصطناعي مثلما نستقبل وضع أجهزة تنظم ضربات القلب لتنقذ أحدنا من خطر الموت.
* كاتب مصري