+A
A-

الرئيس التنفيذي للهيئة العامة لتنشيط السياحة المصرية لـ “البلاد”: خزائن قطاع الآثار بمصر 6 أضعاف ما هو معروض في المتاحف

المتحف‭ ‬الكبير‭ ‬هو‭ ‬هدية‭ ‬مصر‭ ‬الى‭ ‬العالم

90‭ % ‬من‭ ‬السياحة‭ ‬الوافدة‭ ‬إلى‭ ‬مصر‭ ‬تأتي‭ ‬عبر‭ ‬الطائرات

مازلنا‭ ‬نكتشف‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الآثار‭ ‬تحت‭ ‬بيوت‭ ‬المواطنين

 

قال الرئيس التنفيذي للهيئة العامة لتنشيط السياحة المصرية عمرو القاضي، إن المتحف الكبير والمعتزم افتتاحه هذا العام، هو هدية مصر الى العالم، ويضم مجموعة متاحف يعرض بها الكثير من التحف، منها المجموعة الخاصة والكاملة بالملك توت عنخ آمون، وهي حوالي 5500 قطعة، والتي سيتم عرضها بشكل مكتمل لأول مرة.
وبيّن القاضي في حديثه لـ “البلاد” من القاهرة، أن لمصر تاريخاً طويلاً، مضيفاً “أينما حفرت بالأرض ستجد آثاراً، وفي القاهرة مازلنا نكتشف آثاراً تحت المنازل، وعليه لدينا 200 موقع أثري مفتوح، وأكثر من 37 متحفاً”.
- وفيما يلي نص الحوار: 


 بداية، حدثنا الجديد فيما يتعلق بالترويج السياحي لمصر؟
مهمتنا الأساسية التسويق للسياحة المصرية ولمقاصدها في الأسواق العالمية، وتعريف الشعوب بما تملكه مصر من مقومات سياحية مختلفة ومتنوعة، وبأن لمصر أكثر بكثير من الإهرامات والبحر الأحمر، وبالتالي فإن مهمتنا بالتعريف وإلقاء الضوء على المقاصد السياحية الأخرى التي تمتلكها مصر، وبأن نخلق للسائح الطلب بأن يأتي لمصر مرتين وثلاث وأربع مرات وينوع من تجربته السياحية.
كما نهتم بفتح قنوات التواصل مع كل الأسواق الدولية، وعدم الاعتماد على أسواق محددة مصدرة للسياحة لمصر، وبالتالي نحقق هدف زيارة العالم كله لنا، بتواصل مستمر من كل شعوب العالم، وبالتالي نحول السائحين إلى سفراء لمصر في بلدانهم، وهو هدف من الأهداف العليا للدولة المصرية.

ما هي سياستكم المتعلقة بزيادة عدد الغرف السياحية وتطوير الراهن منها، ودورها في تعظيم المدخلات السياحية؟
لكي نضاعف الطلب على المقاصد المصرية، لابد من تنفيذ وسيلة الانتقال أولاً، تقريباً 90 % من السياحة الوافدة الى مصر تأتي عبر الطائرات، وهو ما يحفزنا لزيادة عدد الرحلات الجوية القادمة إلى مختلف المقاصد السياحية المصرية، وبأن نزود الطاقة الاستيعابية للإقامة، سواء فنادق، أو وحدات مؤجرة، كشقق وشاليهات وغيرها، وبأن نرفع كفاءة وما هو قائم منها، ونجود ونحسن من تجربة السائح القادم إلى مصر في جميع النقاط التي يتعرض لها بمصر كالموقع الأثري أو الشاطئ أو باقي المواقع التي يذهب اليها.
 
بخصوص تعظيم الإيرادات السياحة، لديكم هدف بتحقيق عائد يقدر بثلاثين مليار دولار سنوياً، ما الإستراتيجيات التي تتبعها مصر لتحقيق هذا الهدف؟
نهتم بفتح مقاصد سياحية جاذبة جديدة، منها على سبيل المثال مدينة العلمين الجديدة والتي تم افتتاحها بشكل تجريبي على ساحل البحر المتوسط، والذي يعد من أجمل بحار العالم، خاصة الساحل الجنوبي بمياهه الجميلة ورماله الناعمة.
كما أن الجو في الصيف يكون لطيفاً، وبالتالي هو مقصد سياحي صيفي مميز، نحرص نحن كمصريين من شتى المحافظات بأن نقضي الإجازة فيه، علماً أن هذا الساحل يمتد على مسافة 200 كليومتر، من الإسكندرية إلى الغرب، حتى مدينة مرسى مطروح.
ويمتلك المصريين منازل بالملايين بهذا الساحل، وبالتالي بدء التطوير الشامل لهذا الساحل لاجتذاب السياحة الدولية، وإنشاء وتأسيس فنادق على أعلى مستوى، ونهدف إلى أن يجذب السائح الدولي والخليجي على وجه التحديد، وبدرجة حرارة لا تتجاوز بفصل الصيف الثلاثين درجة فقط.
هنالك مقصد ثاني على ضفاف خليج السويس، مدينة الجلالة والتي هي بالأصل جبل يشرف على البحر مباشرة، فهذه المدينة نصفها على الجبل، والنصف الآخر على البحر، بتجربة جديدة تمزج ما بين السياحة الجبلية والشاطئية.
كما أن لدينا مقصداً ثالثاً لا يتكرر في الكرة الأرضية، وهو مدينة (سانت كاترين) بوسط سيناء، وبها جبل التجلي، والذي تجلى به الله سبحانه وتعالى للنبي موسى الكريم، وبالتالي فإن هذه البقعة من الأرض تحمل تراث أحد أنبياء الله الصالحين.
وتحمل تراثاً مسيحياً آخر يتمثل بديار سانت كاترين، ثاني أقدم دير في العالم، وهي بالأصل منطقة جبلية، فالروحانية عالية، ناهيك عن الاستمتاع بطبيعتها الجبلية، والكرم البدوي الأصيل بها.
ونتجه إلى فتح أسواق جديدة، سواء في شرق آسيا (الهند وكوريا الجنوبية واليابان)، خاصة مع رفع قيود منع السفر بها، وهذه الدول متعطشة للسياحة بشكل عام، لأنهم كانوا وعلى مدى 3 أعوام منغلقين بسبب “كوفيد-19”.
ومصر بالنسبة للصين واحدة من أكبر 20 دولة، تم السماح للصينيين بالسفر إليها بهذه المرحلة، وهذا تقدير من الدولة الصينية لمصر، والسائح من هذه المنطقة يكون مهتماً أكثر بالسياحة الثقافية والتي ترتبط بالتعرف على الحضارة المصرية القديمة.
    
بخصوص جهود الدولة المصرية بتطوير المناطق السياحية والاثرية، وافتتاح مواقع جديدة كالمتحف المصري الكبير وغيره، حدثنا عن أثر ذلك على السياحة المصرية؟
لمصر تاريخ طويل، وأينما حفرت بالأرض ستجد آثاراً، وفي القاهرة مازلنا نكتشف آثاراً تحت المنازل، وعليه لدينا 200 موقع أثري مفتوح، وأكثر من 37 متحفاً، والعمل جارٍ على قدم وساق لافتتاح المتحف المصري الكبير، والذي سيكون الأكبر في تاريخ البشرية من حيث المساحة والموجودات والأقسام.
وهنالك متحف آخر في منتصف مدينة (المنيا) بالصعيد، والمخصص لأخناتون وهو أول من دعا تاريخياً للتوحيد من ملوك مصر القدماء، ناهيك عن تطوير المتحف اليوناني الروماني بالإسكندرية.
وكذلك رفع الكفاءة لما هو قائم من المتاحف الراهنة، كالمتحف المصري في ميدان التحرير والذي يعد أول متحف في تاريخ مصر، حيث يتم العمل على رفع كفاءته وإعادة صياغة المعروضات به وإعادة عرضها، مع عدم تأثرها بافتتاح المتحف الكبير.
ما هو موجود في خزائن قطاع الآثار بمصر هو 6 أضعاف ما هو معروض في المتاحف الحالية، فنحن بحاجة لبناء المزيد من المتاحف الجديدة، لعرض ما هو مخزن ومكدس بهذه المخازن.
   
هل لك أن تحدثنا عن المتحف المصري الكبير؟
المتحف الكبير هو هدية مصر إلى العالم، وهو مجموعة متاحف يعرض بها الكثير من التحف، منها المجموعة الخاصة والكاملة بالملك توت عنخ آمون، وهي حوالي 5500 قطعة، وسيتم عرضها بشكل مكتمل لأول مرة، وقسم آخر لحياة المصري القديم، وهنالك ايضاً الدرج العظيم والذي سيعرض على جانبيه تماثيل الملوك المصريين وغيرها، وهنالك أيضاً البهو الرئيسي وبه تمثال عملاق لرمسيس الثاني، وسيتم عرض إحدى المسلَّات المعجزة هندسياً وتسمى (المسلَّة المعلقة).
كما أن لدينا قسم لمراكب الشمس للملك خوفو، والتي عثر عليهما عن الهرم الأكبر، وعددهم اثنان، حيث تم نقلهم من الهرم إلى المتحف الكبير ليكون لهم قسم خاص بهما، فهما أقدم المراكب البحرية في تاريخ البشرية، ولقد كان عملية نقلهما إلى المتحف إعجازاً هندسياً بحد ذاته.
وسيزود المتحف بمنطقة شاملة ومتكاملة لخدمة السائحين، مع إقامة الكثير من الفعاليات والأنشطة المختلفة والمتنوعة.
 
أخيراً، هل لديك سابقة معرفة بالبحرين؟
البحرين من البلدان التي أحبها جداً، ولقد سبق أن زرتها لأكثر من 3 مرات، وهي بلد لها تاريخ وثقافة وحضارات قديمة وعريقة، كدلمون وتايلوس وارادوس، وشعبها لطيف المعشر ومضياف.
لقد تعرفت عن قرب على التراث البحريني، وما يمتلكه الشعب من موروث ثقافي متميز، وهي ليست مجاملة فيما أقول، وفي احتكاكي مع المواطن البحريني، كان قريب من القلب بدون أن تكون هنالك أي مصلحة فيما بيننا.
كان ودوداً وطيباً ومرحب جداً ومنفتح، وهي فرصة سانحة لأن أنقل ومن خلال صحيفة البلاد تحياتي للشعب البحريني الشقيق، وتمنياتي لهم بكل التوفيق والنجاح.