العدد 5256
الإثنين 06 مارس 2023
banner
ريادة الأعمال ومسرعات الأعمال في دول الخليج
الإثنين 06 مارس 2023

منذ سنوات عدة، عملت دول الخليج على توفير بيئة داعمة وحلولًا تمويلية لدعم ريادة الأعمال خصوصا المشروعات الصغيرة والمتوسطة. ونتج عن ذلك الدعم أن أصبحت ريادة الأعمال في دول الخليج مصدرًا جيدًا للدخل الحر وتوفير فرص عمل للشباب والشابات، في السنوات القليلة الماضية.


وبلا شك، فإن مشروعات ريادة الأعمال تساهم في رفع مستوى الدخل على صعيدين: صعيد الأفراد وكذلك صعيد الدولة حيث يتم تعزيز وتنويع الاقتصاد الوطني بشكل عام.


ويظهر دعم الحكومات الخليجية في وجود حاضنات ومسرعات لريادة الأعمال. ومسرعات الأعمال تشبه حاضنات الأعمال لكن الفارق هو وجود مدة محددة لفترة الدعم ونوعية المشروعات، إذ إن مسرعات الأعمال تقدم برامجها في مدة زمنية محددة.


وفي المملكة العربية السعودية، تعمل الجهات الداعمة، من مسرعات وحاضنات، على دعم المشروعات الجديدة والمبتكرة وتبنيها، ونشر ثقافة العمل الحر. ومن أبرز تلك الجهات الداعمة “معهد ريادة الأعمال” الذي يعمل على تمكين المنشآت الصغيرة والمتوسطة، وتشجيع المبدعين، ودعم أفكارهم الريادية وتحويلها إلى حلول واقعية تعزز اقتصاد المملكة.


كما تم إنشاء “مركز أبدع” في الهيئة الملكية في ينبع كحاضنة لريادة الأعمال في السعودية كذلك، من خلال تقديم سبل التدريب والتعليم، وتوفير المهارات اللازمة لتلبية حاجات سوق العمل. ويتم ذلك عبر تنفيذ الأبحاث العلمية التطبيقية، وتفعيل دور التكنولوجيا الحديثة.


ومن الجهات الداعمة لريادة الأعمال في السعودية أيضًا هي “شركة بياك BIAC” والتي تدعم الاستثمارات في ابتكارات المجالات التقنية. والشركة حاصلة على جوائز عالمية ومحلية بصفتها إحدى أفضل الشركات المشغلة لحاضنات ومسرعات الأعمال في الشرق الأوسط والمملكة العربية السعودية، فقد صنعت أكثر من 3,000 وظيفة مباشرة، و 200,000 غير مباشرة.


وغيرهم من المسرعات والحاضنات الأخرى في السعودية، والتي تتماشى مع رؤية 2030 وبعض الأهداف الاستراتيجية للرؤية في زيادة نسبة مساهمة المشروعات الصغيرة والمتوسطة في إجمالي الاقتصاد الوطني من نحو 20 % إلى 35 %، وكذلك تخفيض نسبة البطالة من نحو 11 % إلى 7 %.


وفي مملكة البحرين، هناك حرص كبير وجهود استثنائية في دعم المشروعات والمبادرات الشبابية من خلال توفير برامج متعددة لمساعدتهم في تحقيق أهدافهم. وإحدى تلك المبادرات هو “صندوق الأمل” والذي تم إنشاؤه في عام 2020 لدعم مشروعات ومبادرات الشباب والشابات، ويهدف صندوق الأمل إلى تمكين الشركات المحلية ومساعدتها في النمو والتوسع، وكذلك يعمل الصندوق على تعزيز مهارات وكفاءات ومواهب الشباب البحريني، وتفعيل وتعزيز دورهم على الصعيد الوطني، من خلال مساهمتهم في التنمية الاقتصادية في البحرين. وفي نفس السياق، أطلق صندوق العمل البحريني “تمكين” مجموعة من المبادرات لتدريب رواد الأعمال في المؤسسات الناشئة؛ بهدف تعزيز فرص نمو مشروعاتهم عن طريق طرح أفكارهم الريادية للمستثمرين للحصول على التمويل اللازم لإنجاح تلك المشروعات.


كما تقام “جائزة البحرين لريادة الأعمال” لدعم وتمكين المبادرة والابتكار الملهم والريادي في جميع القطاعات، والإشادة بنجاح رواد الأعمال في البحرين وأدائهم المتميز ومشروعاتهم الناجحة، تماشيا مع رؤية مملكة البحرين الاقتصادية 2030.


تلك كانت بعض الأمثلة، ويوجد الكثير والكثير من الجهود الأخرى لتعزيز ريادة الأعمال وتحقيق الاستدامة الاقتصادية في البلدين الشقيقين.


كاتبة اقتصادية ومستشارة تقنية سعودية

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية