انطلاقا من مفهوم أهمية الفرد والأسرة في المجتمع، وكذلك أهميتهم في الاقتصاد المحلي، حيث إن الأسرة تتكون من أفراد يعملون في المجتمع، وفي مختلف المؤسسات في قطاعات متنوعة، كذلك تأتي فئة الشباب ورواد الأعمال، حيث ينشئون مؤسساتهم الصغيرة والمتوسطة والتي هي عصب الاقتصاد المحلي. إذن ما هي أهمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وما هو دورها في تنمية الاقتصاد؟
تلعب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة دورا مهما في تنمية اقتصاد الدول النامية والمتقدمة أيضا، حيث تساهم بصورة فاعلة في تحقيق اقتصاد قوي وتنمية مستدامة، ولا يمكن أن ينهض اقتصاد أي دولة ويصبح متوازنا وقويا دون دعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.
ومن هذا المنطلق تسعى جميع الدول لتسخير إمكاناتها للنهوض بهذا النوع من المؤسسات من خلال وضع استراتيجيات وخطط فاعلة (تم ذكرها في حلقات “كن اقتصاديا”).
الدور المهم الذي تقوم به المؤسسات الصغيرة والمتوسطة هو من خلال تحقيق أرباح اقتصادية، حيث تعالج الكثير من المشكلات الاقتصادية والمعوقات التي قد تظهر في أشكال متعددة، منها على سبيل المثال وليس الحصر، مشكلة البطالة، أو مشكلة نقص السوق لمنتج معين، أو إعداد أفراد وتمكينهم تكنولوجيا وتقنيا لمواكبة احتياجات السوق المحلية، وغيرها الكثير مما تتطلبه المرحلة الآنية وحتى المستقبلية، لذلك أصبحت المؤسسات الصغيرة والمتوسطة هي ما تتطلع إليه الدول لتحقيق معدلات النمو المرجوة والمستدامة.
لقد استطاعت المؤسسات الصغيرة والمتوسطة أن تبرهن على قوة الدور الذي تلعبه حتى في ظل التحديات التي تواجهها، لذلك يأتي دور الجهات المختلفة في الدول لتذليل المعوقات والتحديات من أجل أن تبرز خصائص هذه المؤسسات وتمكينها من الاندماج والتأقلم في السوق مهما كانت التحديات. لحكومات الدول دور كبير في دعم وتشجيع تنافسية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وتحسين أدائها في سبيل تحقيق هدف أكبر وهو إنعاش النمو الاقتصادي.

* نائب رئيس مجلس أمانة العاصمة