العدد 5162
الجمعة 02 ديسمبر 2022
banner
عندما كان الشعلة وزيرًا للعمل
الجمعة 02 ديسمبر 2022

عندما كان الأستاذ عبدالنبي الشعلة وزيرا للعمل والشؤون الاجتماعية، شهدت مملكة البحرين ومنذ بداياتها الحديثة، بعيد الاستقلال عدّة طفرات، بمظاهر النهضة الحديثة، والتي تواكبت، مع التقدم في مجال البنية الهيكلية والمؤسساتية، والتي أسفرت مولد الكثير من المؤسسات العامة والوزارات إلى جانب تشکیل العديد من الحكومات الجديدة، وإعادة تنظيم وتشكيل مجالس الوزراء علی مدى حقب مختلفة.
وكان من المحطات المهمة لهذه التطورات المتلاحقة إعادة تشكيل حكومة جديدة برئاسة المغفور له بإذن الله تعالى صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة - طيب الله ثراه وغفر له - في العام 1995م، والتي أسفرت عن تعيينات بالحكومة بوجوه جديدة، تمثل بداية جديدة لمرحلة مفصلية مهمة من تاريخ مملكة البحرين المعاصر المزدهر بعون الله وتوفيقه. 
وبموجب التشكيل الجديد للحكومة آنذاك، تعين عبد النبي الشعلة وزيرا للعمل والشؤون الاجتماعية خلال الفترة الممتدة من 1995م ولغاية العام 2002م.
 كانت التركة ثقيلة ومحملة بالصعاب والشدائد، إلى جانب التحديات الكبيرة في تلك الفترة، بازدياد طالبي الوظائف وحالة التشنج الحاصلة، بفعل عمليات البطء في عملية التوظيف، مقارنة بآلاف الخريجين سنويًا من حملة الثانوية العامة، ومن خريجي الجامعات، والذين يرغبون في التوظيف والدخول في سوق العمل؛ بغية خدمة الوطن. 
ومع هذا الوضع المتشنج، وتجمع الكثيرين من طالبي الوظائف ببهو الديوان العام للوزارة؛ للمطالبة بالتعيين والتوظيف، أدرك عبد النبي الشعلة، حساسية الوضع وما تتطلبه طبيعة الوضع من معالجات موضوعية تمتاز بالحرفية والمهنية والمعالجة الآنية والمستقبلية.
أولى المراحل ترتيب البيت، وإعادة تنظيم الوزارة، وتحديث هيكلها التنظيمي، واستقدام وتعيين الكفاءات لتنظيم عمل الوزارة والشؤون الإدارية والمالية. 
ثاني المراحل، التفكر ملیا، بسلب المشكلة ومسبباتها والعوامل المؤثرة وتداعياتها وطبيعة حالة تكاثر طالبي الوظائف وما يتطلب ذلك من حلول فورية جادة للتخفيف من وطأة المشكلة وتداعياتها.
الإجراء الفعال الفوري كخیار استراتيجي مهم للمرحلة الآنية والمستقبلية، هو خيار “البحرنة” و ”الإحلال”.
لقد عمل الشعلة طوال عمله كوزير للعمل والشؤون الاجتماعية لتطبيق هذا الشعار على أرض الواقع وجعل البحريني الخيار الأول والأخير.
لقد أسس عبد النبي الشعلة، حفظه الله ووفقه، لمفاهيم جديدة، لمعالجة البطالة وتداعياتها بالتوظيف الفوري للبحرينيين، وسياسة “الإحلال” و ”البحرنة” ، والتي ثبت بالتجربة، نجاحها في سوق العمل بشهادة كثيرين.
هذه الفلسفة الجديدة، والتي أرسی مبادئها، عبد النبي الشعلة، حفظه الله ووفقه، وأخذ يدافع عنها بكل شدة، بل جعلها، ضمن سياسات وإستراتيجيات عمل الوزارة آنيًا ومستقبليًا.
ولقد بنى الشعلة مبادئ كبرى وأساسيات جديدة للترغيب بالبحريني، وجعله الخيار الأول للتوظيف في شتى الوظائف، فلا ينقص البحريني شيء ولا يعیبه أي نقص، طالما، تتوافر المهارة المطلوبة، والتدريب التخصصي لشغل الوظيفة المختارة.
وثبت بالتجارب والبراهين، مدى ولاء البحريني لمؤسسته، النابع من ولائه لقيادته ووطنه في ظل العهد الزاهر لملك البلاد المعظم صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وما نعمت به مملكة البحرين من خيرٍ وفير ونعم لا تحصی.
ثم إنه مخلص أمين في عمله، ومحبوب من أرباب العمل، ومن زملائه مبدعًا ومتقنًا في عمله ويشهد لذلك، الكم الهائل من إعداد المكرمين البحرينيين والتي تكرمهم وزارة العمل، سنويا تحت عنوان “الحفل السنوي لتكريم العمال والمجدين والمتفوقين”، والذي يقام تحت رعاية جلالة الملك المعظم، حفظه الله ورعاه كل عام، في غمرة احتفالات مملكة البحرين العامرة بأعيادها الوطنية وعید جلوس جلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه.
وأعتقد جازما بأن حكومتنا الموقرة برئاسة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة تدعم بقوة بل هي داعمة، بأن يكون البحريني الخيار الأول والأخير، والحكومة تسير بخطى ثابتة من أجل بحرنة الوظائف وتوفير الوظائف المناسبة لطالبي الوظائف من البحرينيين.
ولعظم الموضوع الذي نبحثه، كان تأسيس لجنة نوعية دائمة لبحرنة الوظائف في القطاعين العام والخاص بمجلس النواب؛ لبحث الأمور الممكنة لإحلال البحرينيين في الوظائف للقطاعين العام والخاص.
وهناك برنامج قريب لخطط “البحرنة” و ”الإحلال”، وهو قصر بعض المهن على البحرينيين، وهي سياسة رشيدة قد تؤتي ثمارها، وتكون ردیفًا لخطط الإحلال والبحرنة.
وبعد، فإن ما قام به الوزير عبد النبي الشعلة، أبا مشعل، من جهود كبيرة، إبان تقلده المنصب الوزاري في أواسط تسعينات القرن الماضي المنصرم، لهي جهود عظيمة، وجريئة في نفس الوقت، وهي خدمة كبيرة للوطن والمواطنين وللقيادة الرشيدة لجلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه.
* كاتب بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .