العدد 5157
الأحد 27 نوفمبر 2022
banner
حقيبة التعليم... بأيدٍ أمينة
الأحد 27 نوفمبر 2022

كلما طرقت مسامعنا أنباء عن تغييرات في المناصب القيادية العُليا أو صافحت وجوهنا صور عن تشكيلات وزارية جديدة، كلما انبعث الأمل من مرقده من جديد، علّنا نشهد عودة للمجد التليد، وهكذا حال الناس من أحرار وعبيد، ينتظرون الفرج مع كل جديد، وينتابهم الفرح مع كل حدث فريد. حقيبة التربية والتعليم من الحقائب الوزارية المهمة، ولا شك أنها مليئة بالملفات والتراكمات الشائكة والكثير من المشكلات المزمنة والمستعصية، خلفتها تراكمات السنين العِجاف مما أكل الدّهر عليه وشرب، ومع ذلك فإن حلحلة الأمور والإسراع في تدارك التصدعات من الأوليات والضروريات، فالأمل مازال معقوداً على الدماء المتجددة والتعويل على الأذهان المتفتحة والرجاء في القلوب المستنيرة، فلكل زمان دولة ورجال.
لن نذيع سراً هنا، لو قلنا إن وضع التعليم من حيث التحصيل والجودة في المدارس الحكومية، لا يسر عدوا ولا صديقا، فجودة التعليم والتحصيل المنشود تزداد سوءاً كلما زادت الواجبات والضغوطات على الطلبة، ناهيك عن الأوقات الطويلة التي تذهب هدراً دون فائدة، بسبب الحشوات العشوائية في الجداول اليومية، فلا ثمة علاقة بين ما يُفرض على الطلبة من مطالبات ومهمات وبين ما يُعرف بالمناهج المتطورة، فليس التحصيل بالكم ولا جدوى من زيادة عدد الحصص أو ساعات الدوام، طالما المناهج لا تُحاكي المستجدات على أرض الواقع، فلا يُعقل أننا مازلنا نُطالب الطلبة بعمل مشاريع ورقية أو واجبات ومهمات تعجيزية، يدفع ثمنها أولياء الأمور قبل الطلبة، وذلك بالبحث عن أرخص المكتبات بدعوى نيل الدرجات، بينما يتجه العالم نحو المنصات الرقمية وغيرها من التقنيات الحديثة.
ليس بهكذا أسلوب ينتفع الطلبة، وليس بالمؤتمرات والبهرجات الإعلامية يتطور التعليم، هناك بون شاسع بين الواقع العملي لحال التعليم وبين ما يُقال ويُستعرض، وليس هنا مجال التفصيل أو الإعادة، فقد تشققت الحناجر من شدة المطالبات وتفطرت القلوب من كثرة المناشدات ولكن لا حياة لمن تنادي ولسان الحال يقول: “نسمع جعجعة ولا نرى طحينا”.
ننتهز هذه المناسبة لنُبارك لسعادة الدكتور محمد بن مبارك جمعة بالثقة الملكية السامية بتعيينه وزيراً للتربية والتعليم، ونشد على يديه، فجميعنا يعلم أن التركة كبيرة والمطالبات كثيرة والأحمال ثقيلة والقوائم طويلة، ولكننا نستبشر به خيراً ونكن له من التوقير قدراً ونحسبه لكل ذلك أهلاً.
*كاتب بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية