العدد 5153
الأربعاء 23 نوفمبر 2022
banner
اللعب بطريقة 4-3-3... (2)
الأربعاء 23 نوفمبر 2022

عطفاً على ما سبق، نكمل خطة اللعب في ساحات الحياة وفق قراءتنا متطلبات المراحل المختلفة من العمر، ولا نستهين أبداً بقدراتنا مهما واجهتنا الصعوبات ولا تضعف عزيمتنا ثرثة المتربصين، فالفريق الذي يعمل بروح التعاون والإخلاص نادراً ما يخسر.
المربع الثاني يتكون من ثلاثة محاور ينبغي أن يتقنها الفرد إذا ما أراد خوض غمار ساحات المجتمع من حوله دون إصابات قدر المستطاع: أولاً، أن يكون مستمعاً جيداً، يستطيع تلقي الجميل وتلافي الرديء فلا تغره الدِعايات الرخيصة والنغمات الزائفة التي تأتيه من الركلات – الكرات - الطائشة. ثانياً، أن يكون متفوهاً لبقاً يجيد النصح دون تجريح ومتمرن على رد الانتقادات – الهجمات - دون تصريح، يعرف ما يُقال متى يُقال، دون الوقوع في مصيدة التسلل من ذوي المكر والخديعة. ثالثاً، أن يتقن لعبة الصمت، فيعرف متى يتكلم – يتحرك - ومتى يصمت، فلغة الصمت تحتاج إلى تدريب ومراس بحيث يستطيع الفرد الوصول لأهدافه المشروعة بمهارة دون الكشف عن أوراقه.
المربع المتقدم يحتوي على ثلاثة عناصر رئيسة لا غنى عنها تحت أي ظرف كان: أولا المبادرة، وهي بمثابة استغلال الفرص المتاحة في حينها وعدم التسويف، إن أفضل وسيلة للدفاع – المبادرة - الهجوم، فكلما كان الإنسان مبادراً كلما كانت فرصه للنجاح وبلوغ الأهداف أكبر. ثانيا فن التعامل مع الآخرين وخصوصاً مع الفئات العمرية المختلفة، حيث يستطيع تخطي العقبات التي ربما تعترض طريقه حال تقدمه في اتجاه أهدافه. ثالثا العمل الجماعي، ذلك أن الإنسان إنما يستمد طاقته من التعاون والشراكة المجتمعية، فالاستعانة بخط الوسط من شأنه تغيير طريقة اللعب والبناء عليه للاستمرار والدفع نحو الهدف – المرمى - من جديد.
بقي عنصر أخير في هذه الخطة وهو صمام الأمان، حيث تركناه لآخر المطاف لأهميته في الساحة، فكل ما جئنا على ذكره آنفاً قابل للتصحيح والمراجعة حال الإخفاق، إلا الاختراق الذاتي – حارس المرمى - فاليقظة والخروج في التوقيت المناسب والمراقبة المستمرة لمجريات الأحداث من شأنها المحافظة على المكتسبات وهي بمثابة الضربات الاستباقية، فلا يعقل أن يتفانى الفريق في بلوغ الأهداف وتنقلب النتيجة عكسية بسبب ضعف وتراخي حامي الشباك.
* كاتب بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية