لتكون اقتصادياً يجب أن تعرف ما هو المقصود بالاقتصاد. علم الاقتصاد هو ذلك العلم الذي يبحث في كيفية تحقيق أقصى إشباع للحاجات الإنسانية والشخصية المتنوعة واللامحدودة، أو يقصد به التوظيف الأمثل للموارد الاقتصادية المحدودة، لذلك هو علم يتجدد وتتغير نظرياته تبعاً للتغييرات المحيطة التي تفرض على علماء الاقتصاد الخروج بنظريات جديدة متطورة، أحياناً تكون مبنية على نظريات سابقة وتضيف إليها، وأحياناً أخرى تنافي نظريات سابقة لطالما تم اعتمادها والأخذ بها بناء على الاعتقاد بصحتها.
تلك مقدمة بسيطة لموضوع اليوم، وهو كيف تكون اقتصادياً تحديداً فيما يخص التدبير المنزلي.
يتبع الكثير من الأشخاص بعض الممارسات الخاطئة وقت تلبية احتياجاتهم سواء المنزلية أو الشخصية، نتيجة لأسباب عدة منها الظروف التي يمر بها الشخص وقت اتخاذ القرار أو تلبية الاحتياجات، كذلك الحالة النفسية والظروف المحيطة والمجتمعية آنذاك، جميعها لها بالغ الأثر في تحديد قراراتهم، كما أثبتت الدراسات الحديثة في علم الاقتصاد الحديث (الاقتصاد السلوكي) أن نفسية الفرد لها بالغ الأثر في تحديد قراراته التي يتخذها سواء التي تخص الأسرة أو المنزل أو حتى الأمور الشخصية والمالية
لذلك يجب على الأشخاص توخي الحذر والانتباه وقت اتخاذ قراراتهم خصوصاً المتعلقة بالأسرة أو المنزل لما لها من تبعات نفسية ومالية وقد يتكبد الفرد خسائر كان بالإمكان تفاديها أو تقليلها.
تعود بنا الذاكرة إلى أيام المدرسة ومادة التدبير المنزلي التي كانت تدرس لإعداد أجيال من التلاميذ والتلميذات لما لها من أهمية في تخريج جيل واعٍ ومدرك كيفية تدبير الأمور المنزلية والمالية كذلك توفير الغذاء، خصوصاً البنات حيث يصبحن ربات بيوت وتُدرّس لهم مادة التدبير المنزلي أو الاقتصاد المنزلي وتشمل: إدارة المنزل، تربية الأولاد، توفير الغذاء والمتطلبات المنزلية، إدارة العلاقات الأسرية والمجتمعية.
إن إدارة المنزل بحاجة إلى جانب تنظيمي يشمل كل الأمور المتعلقة بشؤون المنزل أو العائلة، وتحديداً الأمور الاقتصادية والمالية التي تحتاج إلى متابعة مستمرة، إضافة إلى طرق الادخار والتوفير.
إن للتدبير المنزلي فنون وأساليب تحتاج إلى تفكير سليم ومدبر بحيث تلبي احتياجات الأسرة والمنزل لكن بدون صرف الكثير من الأموال، ويعتبر تحديد الميزانية هو الأساس الذي تبنى عليه التصرف فيها وفق الاحتياجات وليس العكس، مع محاولة الابتعاد عن الكماليات والتركيز على الأساسيات فقط. لا شك أن فكرة التدبير المنزلي تبدع فيها النساء أكثر من الرجال وتؤديها بشكل أفضل، ولكن يتوجب على النساء كذلك إدارة المنزل بخطة واعية وإستراتيجية تتناسب ودخل الأسرة واحتياجاتها الضرورية.
وحيث إن التخطيط ووضع ميزانية محددة يأتي على رأس هذه الإستراتيجة، كذلك العلاقات الأسرية والتفاهم بينهم من مهام الزوجة أو ربة البيت، بعد وضع الخطة، يأتي التنفيذ، هناك طرق عديدة يجب الحرص عليها وقت التنفيذ وشراء المستلزمات المنزلية مثلاً:
شراء مستلزمات المنزل من خضار وفواكه من متاجر بيع الخضار وليس بالضرورة من الأسواق الكبيرة لأن الأسعار في المتاجر الصغيرة عادة تكون قليلة بالمقارنة بالأسواق الكبرى.
حفظ الأطعمة بشكل جيد تجنبا للتلف أو الفساد، وحفظها لأكبر فترة ممكنة.
تجهيز قائمة المشتريات قبل الذهاب إلى مراكز التسوق ومحاولة الالتزام بها والبعد عن شراء ما ليس له حاجة أو غير ضروري.
تلجأ الأسواق لعرض منتجاتها بطريقة ما، وعمل عروض وتخفيضات عليها. يجب تجنب هذه العروض إذا لم تكن في قائمة احتياجات المنزل.
من خطط التدبير المنزلي كذلك كيفية المحافظة على المنزل والأثاث، مع مراعاة التنظيف المستمر للمحافظة على أثاث المنزل.
يجب الاهتمام بالمطبخ والحفاظ على أدواته (الفرن، الثلاجة، المايكرويف، وباقي الأجهزة).
الاعتناء بالحديقة والزراعة.
تنظيف الأجهزة الالكترونية الموجودة بالمنزل وعدم إهمالها، بمعنى وضع خطة للمحافظة على جميع الأدوات المنزلية بشكل آمن لأطول فترة ممكنة.
يساهم الاقتصاد المنزلي في بناء أسرة مترابطة وواعية تتحلى بمهارات تنموية تساهم بشكل كبير في تنمية المجتمع والاقتصاد، كما يساعد الاقتصاد المنزلي أفراد الأسرة على تنظيم حياتهم المعيشية مما ينعكس بشكل إيجابي على الاقتصاد الوطني.