العدد 5146
الأربعاء 16 نوفمبر 2022
banner
كم “زنكلوني” يعيش بيننا؟... “بلاش فضايح”
الأربعاء 16 نوفمبر 2022

“الزنكلوني” مسلسل اشتهر بشكل واسع ابان العصر الذهبي للمسلسلات المصرية، حيث حظيت هذه النوعية من الدراما بانتشار واسع، خصوصا في حقبة السبعينات والثمانينات، وذلك لوجود الشاشة الصغيرة في معظم البيوت آنذاك بعد احتكار السينما للشاشة الفضية ردحاً من الزمن، الأمر الآخر وهو الأهم، أن هذه النوعية من المسلسلات كانت تتناول الكثير من القضايا الواقعية التي تهم المشاهد وتلقي الضوء على المشاكل النفسية والاجتماعية الساخنة وبأسلوب كوميدي، بعيداً عن التخبط الفني المرتهن بالماديات البحتة الذي ألقى ظلاله على الكثير من الأعمال فيما بعد.
كانت تلكم مقدمة ضرورية للتعريف بشخصية “الزنكلوني” التي تفرد بها الممثل المرحوم “محمد رضا”، حيث كان يقوم بدور مرتكب الأخطاء من خلال وقائع هادفة تدور أحداثها حول قضايا وسلبيات شائعة في المجتمع.
تكاد تكون “الآفات النفسية” العنوان العريض لمعظم الأحداث التي كانت تتناولها كل حلقة، وإن كانت تأتي أحياناً بصور مبالغ فيها، فالطمع والحسد والكذب والاحتيال والتدخل في شؤون الآخرين كانت السمة الغالبة، وبالطبع كانت النتائج كارثية حسب الأحداث، إلا أن العبرة كانت تأتي على شكل حوار لتضع النقاط على الحروف في نهاية كل حلقة.
نأتي الآن لنسقط أحداث مسلسل “الزنكلوني” على واقعنا المعاصر وهو مقصد حديثنا، كم من “زنكلوني” يعيش بيننا؟ بل كم من “زنكلوني” يعشعش بداخلنا؟ وكم من مشكلة وحادثة أتت علينا بالوبال وتردي الحال، بسبب “الزنكلوني” الذي ربما لازمنا في مسيرة حياتنا؟ نعم، شخصية “الزنكلوني” وما تحمل من رمزية، مازالت مستشرية في بعض المجتمعات، بل تسري فيها سري النار في الهشيم، فربما تجدها تتجسد في إنسان متنفذ أو صاحب قرار أو في مدير متسلط لا يقبل الاعتذار أو ربما يكون زميلك في العمل أو المدرسة أو جارك أو قريبك أو حتى شريك حياتك أو ربما تكون أنت، كل ذلك أمر محتمل! والسؤال الحاضر: ما العمل؟!
الجواب الصادم، هو أننا نحن من نساهم في بزوغ تلكم الآفات النفسية ونفتح لها المجال لتطفو على السطح قبل أن تتجسد في سلوكيات الآخرين، فالأمر يتعلق بك أنت وليس “بزنكلوني” وإن تبختر أمامك، فأنت وحدك المسؤول عن تصرفاتك واختيار رفقائك، فقط “كن كما أنت”، مستقلاً بذاتك، مراعياً أقوالك ومرتهناً بأفعالك، فكلما حزمت أمرك وكنت ثابتاً على قناعاتك، تجاوزك “الزنكلوني” وتنحى عنك.
* كاتب بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية