العدد 5141
الجمعة 11 نوفمبر 2022
banner
الشعب الإيراني بجميع تنوعاته يريد إسقاط النظام (1)
الجمعة 11 نوفمبر 2022

إيران بلد شاسع توجد فیه تنوعات وجنسيات، ويعيش البلوش والأكراد والتركمان والأذريون والعرب واللور والفرس معًا في وحدة وتضامن، ولم يؤثر الاختلاف في الثقافة واللغة على التعايش المتكامل بينهم، والشاهد على هذا التضامن والوحدة هو رد فعل جميع المجموعات العرقیة والإثنية ومختلف شرائح الشعب الإيراني على جريمة القتل الوحشية للشابة الكردية مهسا أميني في السابع عشر من سبتمبر في طهران، والتي كانت بمثابة الشرارة الأولى للانتفاضة الوطنية، وهتفت جميع الفئات في جميع أنحاء إيران في انسجام تام “كلنا مهسا”.
بهذا التضامن غير المسبوق، أنشأوا حركة سياسية اجتماعية ضخمة وشعارات رادیكالیة استهدفت أساس نظام الفقيه وتحديدا شخص خامنئي بصفته زعیما ورمزاً للنظام، ومن خلال استمراریة المظاهرات اجتاحت يوما المدن من خلال السكان وتنوع الجنسيات والشعارات، واتخذت شكلا ومضمونا سياسيا تماما، وبهذه الطريقة انتهی أساس النقاش حول الحجاب، كما أن في العديد من التظاهرات وخصوصا في الجامعات هتفت النساء المحجّبات بشعار “بالحجاب أو السفور إلی الأمام للثورة”.
خامنئي على رأس هرم السلطة یعرف جیداً أن كل أبناء الشعب الإیراني بمختلف اللغات والعرقیات والدیانات يريد قلب نظامه بالكامل، لهذا السبب، بدأ استخدام الخداع لجعل هذا الطلب الوطني الشعبي بشكل معكوس تماما إذا استطاع، حيث ألقى دموع التماسيح على الشعب البلوش والأكراد وقال في أول خطاب له بعد اندلاع الانتفاضة “لقد عشت بين الشعب البلوشي وأعرف أنهم موالون بشدة للجمهورية الإسلامية”، لكن خامنئي لم يرد على هذا التناقض القائل إنه إذا كان الشعب البلوش مخلصًا بشدة لجمهوريته الإسلامية، فلماذا تتردد شعارات الموت لخامنئي والموت للديكتاتور والموت للباسیج في جميع مدن بلوشستان من زاهدان عاصمة المقاطعة، إلى سراوان، وإيران شهر، ومدينة خاش وغیرها!!
ومن ناحية أخرى، لماذا قتل مئات الأبرياء من هؤلاء “الموالين بشدة” لنظامه على يد قواته المسلحة القمعية؟.
 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .