لقد أصبحت الاختناقات المرورية من أكبر الهواجس التي تلاحقك كلما خرجت بسيارتك لقضاء حوائجك أو توصيل أبنائك أو ضمن مشوارك الاعتيادي إلى دوام عملك، ولا يكاد يخلو شارع من شوارع البحرين من الازدحامات المرورية، خصوصا في أوقات الذروة، بل وحتى في غير أوقات الذروة وفي معظم الأوقات من أيام الأسبوع، من دون مبالغة.
لقد أصبحت مسألة الاختناقات المرورية سبباً في تجاوز بعض سائقي المركبات القوانين وتخطي الإشارات – التي تكون بدون كاميرات - والسير على الخطوط الصفراء والتجاوز بشكل خطر وبحركات طائشة، بغية الوصول لعملهم أو مدارس أبنائهم، في الوقت الذي لا يُقر أحد بهذه التجاوزات ولا يبررها، إلا أن الأمر أصبح واقعاً يفرض نفسه، في ظل تزايد عدد المركبات في الشوارع بشكل يدعو للتساؤل عن مدى استعداد الجهات المعنية لمواجهة هذا التزايد المضطرد في عدد مستخدمي الطريق وعن الخطط المستقبلية الموضوعة لاستيعابها، ناهيك عن ضيق الطرقات الموصلة للمدارس على وجه الخصوص، فكما نعلم أن معظم المدارس تتوسط الأحياء السكنية، الأمر الذي يزيد تكدس السيارات أمام المدارس والبيوت وخطورة ذلك في أوقات الحضور والانصراف، من دون وجود منظمين من رجال المرور على أقل تقدير، والأدهى من ذلك والأمر هو شروع المقاولين في الحفر وإشغال الشوارع وغلق بعض المسارات مع بدء العام الدراسي وخلال أوقات الدوام الرسمي، فإن كانت المدارس قد فُتحت دون تهيئة، فما بال أعمال الحفر والتنقيب في الطرقات تشاطرهم في التوقيت وتزيد “الطين بلّة”.
يا تُرى أين تكمن المشكلة؟! هل الأمر أصبح واقعاً مفروضاً على الناس، وعلى كل فرد التصرف حسب رؤيته وأخلاقه وربما وفق قوته؟ أم أن السبب في ذلك هو إهمال هذه الملفات المهمة وعدم وجود تنسيق بين الجهات الخدمية والوزارات المعنية في هذا الخصوص؟ لا شك أن هذا الأمر أصبح واقعاً لا مفر منه، بسبب القصور في جانب التخطيط والتنسيق، من غير تسميات أو تحديد مسؤوليات، فأهل مكة أدرى بشعابها.
وأخيراً، هل يُعقل أن يتساوى الملتزم مع المستهتر في الثواب، فما الجدوى من التزام الملتزمين بقوانين السلامة على الطريق وإن كانوا الأغلبية، طالما أن هناك فئة غير ملتزمة وغير عابئة وإن كانت قليلة، لأن أي رقم شاذ في العامل المشترك يفسد المعادلة برمتها.