العدد 5132
الأربعاء 02 نوفمبر 2022
banner
الشيراوي.. المعلم والوزير
الأربعاء 02 نوفمبر 2022

أستهل مقالي بصحيفة البلاد حول وطننا العزيز بلقاء قديم أتذكره دائما مع الصديق الأخ عبدالنبي الشعلة رجل الأعمال والصحافة، عندما زارني في مكتبي خلال عملي كمندوب وسفير للبحرين لدى الأمم المتحدة عصر الأربعاء 17 سبتمبر 1983.
في اللقاء سرد عبدالنبي همومه الكثيرة حول الصحافة في البحرين وعالمها المتشعب والآلام في هذا المجال، وتطرق الحديث حول الوزير المرموق المرحوم يوسف أحمد الشيراوي، الذي كنت في استقباله عند وصوله في مطار نيويورك جون كيندي وذلك صباح الثلاثاء 31 مايو 1983.
وحضرت بعد ذلك محاضرته عن حرية الملاحة في مضيق هرمز الحيوي والمهم في مياه الخليج الدافئة والملتهبة أيضاً بالوقت نفسها، حيث كانت تتعرض ناقلات النفط العالمية لاعتداء البحرية الإيرانية بصورة مستمرة ومتصاعدة. ففي عقد الثمانيات من القرن الماضي وقعت حرب للناقلات بفترة الحرب العراقية الإيرانية (1980 – 1988)، حيث جرى ضرب ناقلات النفط بمياه الخليج العربي، وتعرضت ناقلات النفط العالمية لهجمات من البحرية والجوية الإيرانية؛ بسبب دعم دول الخليج للعراق في فترة الحرب، وطلبت بعض دول الخليج الحماية الدولية لناقلاتها، فحصلت على موافقة أميركية وسوفيتية لحماية الناقلات. وحسب مؤسسة لويدز – لندن البريطانية، فإن حجم الخسائر بتلك الفترة بمليارات الدولارات، حيث استهدفت 546 سفينة تجارية، و259 سفينة منها سفن ناقلات النفط أو ناقلة لمنتجات نفطية، وقتل بحرب الناقلات حوالي 430 بحارا مدنيا.
وحضرت محاضرة الوزير الشيراوي في نادي الصحافة الأميركي المرموق والتابع لوزارة الخارجية الأميركية، وكان معظم الصحافيين الأميركان الموجودين يمثلون الصحافة الأميركية وكذلك القنوات التلفزيونية المهمة مثل cnn وnbc وقناة cbs وبرنامجها الشهير (ستون دقيقة) والحائزة على سمعة دولية مشهورة. كنت أتابعه بصورة دائمة هناك وأتابعه هنا بعد تقاعدي من العمل الدبلوماسي بين الحين والآخر.
والحديث عن أنشطة الوزير يعيد ذاكرتي إلى العام 1953، حيث درسنا على يديه مادة الرياضيات وعلى يد الأستاذ حسن منديل مادة التاريخ في المدرسة الثانوية الوحيدة في البحرين آنذاك.
وسعدت جدا بقراءة خبر منشور في أبريل الماضي عن الاحتفاء بهذه القامة الوطنية من قبل سمو الأمير الحسن بن طلال رئيس منتدى الفكر العربي تقديرا لإسهامات الشيراوي الجليلة في تأسيس المنتدى منذ أربعين عاما ودعم أهدافه في ترسيخ الحوار والعلاقة بين الفكر والمواطنة والمجتمع المدني وصنع القرار.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية