العدد 5127
الجمعة 28 أكتوبر 2022
banner
الشقيقة عُمان.. أهل المحبة والأخلاق
الجمعة 28 أكتوبر 2022

بدعوة كريمة من لدن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، تشرفت مملكة البحرين وأهلها بقدوم صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم سلطان عُمان الشقيقة، فقد حللت أهلاً ونزلت سهلاً بين أهلك ومحبيك.
أهل عُمان الحبيبة لهم مكانة كبيرة في قلوبنا نحن أهل البحرين، حيث تربطنا بهم روابط أخوية وتقارب اجتماعي كبير وعلاقات تاريخية وثيقة تمتد منذ حضارات ما قبل التاريخ، وقد كان الآباء والأجداد العُمانيون ممن قدموا إلى البحرين في الحقب السابقة، يعملون جنباً إلى جنب مع آبائنا وأجدادنا، وخلفوا وراءهم أطيب الذكريات وضربوا أروع الأمثلة في المحبة والإخلاص، فقد عُرفوا بولائهم للبحرين وإخلاصهم لها، وقد كانوا مثالاً للأمانة وطيب النفس، لذا كانت البيوت مفتوحة والأعراف مصونة والجميع يشهد لهم بالطيبة والأمانة.
ليس أدعى لتهيّج جميل الذكريات وإيقاظ ترانيم السنوات الماضيات، كزيارة سلطنة عُمان، فقد سعدتُ كثيراً عندما زرت عُمان بعد انقطاع طويل، وكأني بها البحرين بطيبة شعبها وتواضع أهلها، ولأهل البحرين بصمة خاصة في قلوب إخوتهم من أهل عُمان، فما إن يعرفوا أنك بحريني حتى يتسابق القوم في إكرامك دون سابق معرفة وتُعرض عليك الخدمات بغير سؤال أو تكلفة، فقد توارثوا هذه المحبة من الآباء والأجداد الذين عاشوا سلفاً في البحرين، وكأنهم مدينون لنا برد الجميل، فما إن تطأ قدماك أرض عمان الحبيبة إلا وتستقبلك البشاشة في المُحيا منذ الدخول، وتأسرك الطبيعة من وديان وحقول وكأنك على موعد معهم من شبان وكهول.
من مسقط قلب "العاصمة" حيث الحصون والقلاع وتاريخ عريق تتحفك به المتاحف إلى ظفار ملتقى الدروب وأجواء صلالة عروس الجنوب، حيث الشواطئ البيضاء النقية والأفلاج والجبال السنية، ومن البريمي في الشمال وصحار ذات السهول والكثبان إلى البركاء طيبة الأجواء، أما نزوى فعاصمتها الأولى في مهد الإسلام ومنبع العلم والعلماء، وليس ببعيد عنها الجبل الأخضر ذي الجنان والرمان، فكيف بشمال الباطنة، إنها الفاتنة ذات الأشجار النادرة. 
الشقيقة عُمان، بلدٌ نابض بالمحبة وشعبٌ خلوق بالفطرة وذكريات تجمعنا معهم بالجملة، تلامس فؤادك أطياب الماضي العريق ودخون اللُبان الأصيل في أزقات سوق مطرح، التراث العماني يتجسد أمامك أينما ذهبت والترحيب العفوي يبهرك أينما حللت، فقد عاش أهلها مع الآباء من رجالات الماضي كأهل وشركاء في الوطن، وأسعدونا بطيب معدنهم ودماثة أخلاقهم حقبة من الزمن، فقد جاورونا في "الفرجان" القديمة ودرس أبناؤهم معنا في المدارس القريبة، فكانوا خير صُحبة حيث رافقناهم ورافقونا في "الحلوة والمُرة"، فكانوا نعم الأهل بحسن العشرة، أهي عُمان أم البحرين!؟ الأمر سيّان، أينما قصدت فالشعب واحد والوطن لك عنوان.

 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .