العدد 5094
الأحد 25 سبتمبر 2022
banner
الهاجس الدائم
الأحد 25 سبتمبر 2022

يا تُرى ما هو أكبر عائق من الممكن أن يقف في طريقك عندما تنوي الدخول في مشروع تجاري، اجتماعي، دراسي، أو عند الإقدام على أمر جديد ترى فيه منفعتك؟ سؤال طُرح على مجموعة من الخريجين الجدد، وبالطبع تراوحت الردود بين عدة أسباب وجيهة وكان من جملتها “القلق والخوف من الفشل”.
هذا الهاجس الدائم – القلق - هو من أكثر ما يساور الإنسان في حياته ويجعله عرضة للكثير من الأمراض، ويفسد عليه آماله وينغص عليه حياته، ظناً منه أن القلق يأتي من أمور خارجية لا قبل له بها فتدفعه للركون إليها دفعاً، والحقيقة أن الهواجس الداخلية هي التي تشغل ما نسبته 80 % من حياته دون غيرها، فهي كفيلة بشغل الجزء الأكبر من أوقاتنا، فالحذر من التفكير السلبي لأنه عنصر لا يُستهان به في إضعاف النفوس.
إن من أهم الأسباب التي تجعل الإنسان يعيش في قلق دائم، اهتزاز الثقة بالنفس وبالتالي الخوف من المستقبل، ونحن كمسلمين يجدر بنا قبل غيرنا أن لا نركن لمثل هذه الوساوس والهواجس ونحن نعلم أن المقادير بيد الخالق العظيم، فالأولى هنا والحال كذلك أن نصرف هذا الوجل إلى خالقنا ونحسن الظن به وهذا من باب حسن الأدب.
إن جلد الذّات كما يصفه البعض وتأنيب الضمير إنما يزيد من حالة القلق، بل ويولد لدى الإنسان نوعا من التشويش الفكري، فالعقل الباطن هو مركز هذه العمليات، وأفضل وقت يجد القلق طريقه للولوج إليه هو وقت الفراغ، لذلك فإن من أفضل السبل لمدافعة هذه الهواجس عن النفس العمل على وضع جدول زمني يومي، تمارس فيه مهماتك وتقضي فيه حاجاتك اليومية.
إن جدولة المهمات من شأنها أن تضعك في المكان الصحيح وتعيد لك الثقة في نفسك وتعطيك جرعات منشطة في التغلب على معظم العوائق أو على أقل تقدير أغلبها.
راجع نفسك في نهاية كل يوم، وانظر كم من هواجسك التي نسجتها حول نفسك قد تحققت؟ سترى أنك كنت واهم، بل وضخمت الأمور من حولك حتى سجنت نفسك فيها، وأصبحت بذلك أكبر عائق أمام طموحاتك.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية