العدد 5080
الأحد 11 سبتمبر 2022
banner
تآكل الرجولة
الأحد 11 سبتمبر 2022

أهل السنع في زمن لوّل قالوا راحت رجال ترفع الدروازة وجتنا رجال المطنزة والعازة. بالفعل أثبت هذا المثل الخليجي القديم مضرب ما نعيشه اليوم بعد تهديد الرجولة بالانقراض والزحف الأنثوي، حيث كثرت في الآونة الأخيرة مظاهر الدلع ومياعة بعض الذكور من خلال ما نراه في وسوائل التواصل الاجتماعي وفي المقاهي والأماكن العامة دون خجل ومجاهرة بكل وقاحة، فأصبح علي علياء وخالد خُلود وسمير سميرة، بسبب لجوء البعض لمظاهر النعومة والتحول الأنثوي والاستغناء عن الفحولة من خلال مياعة الكلام واللفظ المايع والإساءة إلى اللهجات بشكل فج في محاولة الاستئناث بصوت النهيق، وبات بعض هؤلاء يفهم في أمور الميك آب وحقن الفلر والبلازما والكوافير أكثر من الفتيات من خلال تنعيم قبح وجوههم، كما أن البعض منهم أو منهن، لا أعرف الوصف لهؤلاء المشافيح، بات يغير اسمه من المذكر إلى المؤنث، مع المبالغة في التصنع نحو النعومة الأنثوية، بل تفوقوا على النساء في الثرثرة والغيرة وإطلاق الشائعات التي لا تحترم الذات. 
ومع الأسف الشديد هناك بعض من مشاهير الغفلة وبكل سخف وإسفاف أصبح يعتمد على هؤلاء في تدبير أمورهم وإدارة أعمالهم، بحجة أن هؤلاء مبدعون في وضع المكياج والكحل في عيون النساء وتصوير المشاهير، وأن هؤلاء ما هم إلا ضحايا النبذ والتذمر والرفض من قبل المجتمع، كما أن البعض من المستأنثين أصبحوا مشاهير في ترويج الدعايات والإعلانات للمطاعم وبعض العيادات الخاصة والمشاريع التجارية التي تحتاج للتسويق عبر منصات التواصل الاجتماعي، والأدهى من ذلك باتوا ضيوفا للظهور في بعض المنصات الرقمية كمؤثرين.
ما نحتاج إليه اليوم إطلاق مبادرات للحفاظ على هويتنا الخليجية وتعليم الجيل الصاعد سنع التعامل وعلوم الرجاجيل وفعل المواجيب والموروث الشعبي من خلال أدق التفاصيل حتى في سكبة الغترة والعقال، فالرجولة سمات تكتسب بينما الذكورة عامل يأتي بالولادة، هناك ذكور عاشوا وماتوا ولم يتحلوا بالمرجلة ولم يعرفوا إليها سبيلا.
يرى بعض خبراء علم النفس والاجتماع أن العولمة سبب في تآكل الرجولة وضياع المعالم المعنوية أدى لتراجع الرجولة الجسدية، ويقول أستاذ علم الوراثة بجامعة أكسفورد براين سايكس في كتابه “مستقبل بلا رجال” أن 7 % من الرجال يعانون الضعف في الخصوبة وأن الكروموسوم المسؤول عن الفحولة خسر ثلثيه وأن الرجال في طريقهم إلى الانقراض إذا استمر التفسخ بهذه الوتيرة دون توقف، أما ستيف جونس مؤلف كتاب “الذكر الخطأ في الطبيعة” يتوقع انقراض الرجال بعد 120 ألف سنة مقبلة.
(في تقلب الأحوال علم جواهر الرجال) علي بن أبي طالب. 
ختام الرمسة: الرجولة في تآكل.. والله المستعان.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .