+A
A-

البحر: الموارد البشرية إدارة استثمار وليست كلفة

في محاضرة تحت عنوان “تحديات تواجه مسؤولي إدارة الموارد البشرية” تحدّث الرئيس التنفيذي السابق لدار “البلاد” للصحافة والنشر والتوزيع الرئيس الأسبق لديوان الخدمة المدنية أحمد البحر حول التحديات التي يواجهها مديرو الموارد البشرية بمقر مركز عبد الرحمن كانو الثقافي.
واستعرضت مقدمة الفعالية  نبيلة زباري جزءًا من مسيرة البحر وتاريخه العملي في عدد من المؤسسات التي عمل فيها.


وارتكز البحر في محاضرته على ثلاثة مصادر أولها المنظمة الدولية للإدارة العامة وهو أحد أعضائها، والمنظمة العربية للتنمية الإدارية، أما المصدر الثالث فهو حول التجربة العملية للمحاضر.
وانتقل البحر إلى تعريف قسم الموارد البشرية، مشيرًا إلى أنها الإدارة المختصة في تخطيط وتنظيم ومراقبة وجذب واختبار وتدريب وتقييم وتحفيز والحفاظ على الموارد البشرية في المؤسسات والشركات، كما تطرّق إلى المسميات التي تطلق على قسم الموارد البشرية من ضمنها إدارة شئون الموظفين، معتبرًا أن اسم إدارة الموارد البشرية هو أفضل تعريف للقسم.
وأضاف البحر أن إشراك إدارة الموارد البشرية في اجتماعات مجالس الإدارة التنفيذية يعتبر تحدّيًا جوهريًّا، مستدلًا في كلامه على بعض النماذج التي تقدمها بعض الدول الأوروبية حيث لا تعقد الإدارة التنفيذية اجتماعاتها إلا بحضور ممثل عن إدارة الموارد البشرية، إذ تعتبر من الإدارات الرئيسية، مضيفا أن المؤسسة عندما تقوم بمناقشة الأهداف والاستراتيجية الخاصة بالمؤسسة فإنها تعتمد على الموارد البشرية والجهة المسئولة عن إعداد وتهيئة الموارد البشرية وهي إدارة الموارد البشرية، وتكون مخرجات الاجتماع ناقصة إذا لم يكن ممثلا عن الإدارة حاضرًا في ذلك الاجتماع.


وأوضح أن بعض الإدارات التنفيذية ومجالس الإدارات تدخل قسم الموارد البشرية في دائرة أقسام الصرف، وعند ملاحظة التقارير المالية نطرح سؤالا مفاده من الذي حقق تلك الأرباح للمؤسسة؟ وهنا نقف أمام التحدي الثاني لإقناع الإدارات التنفيذية بأن الموارد البشرية إدارة استثمار وليست إدارة كلفة، وبيّن البحر، أما التحدي الثالث فهو التنبؤ بالتطورات والتغييرات في بيئة العمل ووضع التصور للموارد المطلوبة مستقبلا ومن هناك يتبين أهمية مشاركة مدير الموارد البشرية في اجتماعات الإدارة التنفيذية.  وتطرّق البحر إلى إعداد القيادات الإدارية الشابة منوها بأنه من أهم التحديات المهمة ويعتبره تحديًا رابعًا في قائمته التي شملت التطبيق السليم للإحلال الوظيفي وكذلك تطبيق الأسس العلمية عن اعداد الخطط التدريبية، مبينًا أن التدريب يجب ألا يكون على شكل مكافأة بل يجب أن يندرج تحت مسمى تحليل الاحتياجات التدريبية، موضحًا أن واحدًا من أهم التحديات التي يواجهها مديرو الموارد البشرية هو توفير المناخ الصحي في بيئة العمل حيث لا يمكن أن يبذل الموظف مجهودًا متميزًا وأداءً عاليًا دون مراعاة البيئة العملية للموظف، خصوصًا فيما يتعلق بمستقبله المهني إذا ما تملكه شعور بعدم الأمان الوظيفي مثالا.
ومضى قائلًا، بأنه ذات مرة تسلم دعوة لحضور حفل في إحدى المؤسسات للاطلاع على استراتيجية المؤسسة وتحدث رئيسها التنفيذي عن الابداع والابتكار وبعد نهاية الحفل قمنا بزيارة تفقدية في المؤسسة ولفت انتباهي وجود غرفة غريبة مكتوب على بابها غرفة الإبداع والابتكار، ولكن ما أثار استغرابي أن الغرفة كان في سقفها دائرة سوداء تتدلى منها سلسلة وتحتها كرسي وطاولة وحين سألت المسئول عن الفكرة من ذلك أجاب، حتى لا يتطفل علينا أحد ويدعي بأن لديه فكرة إبداعية فمن تخيب فكرته فإن الأسود في السقف هو قرار إداري سيُتخذ ضده.


ووسط انتباه الحضور تمكن البحر من سرد العديد من التحديات التي يواجهها رؤساء ومديرو أقسام الموارد البشرية.
 وفي نهاية المحاضرة وجّه عدد من الحضور أسئلتهم إلى البحر بشأن الموارد البشرية وبعض التجارب المهمة ومنها تجربة شركة نفط البحرين بابكو بشأن فن إدارة الموارد البشرية، معتبرًا البحر أن بابكو هي نموذج حي وراقٍ في إدارة الموارد البشرية.