كييف تتحدث عن “رعب نووي”.. ولندن تدين “تهور بوتين”.. وموسكو تتهم مخربين
أكبر محطة نووية في أوروبا تحت القصف
أعلن مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، أمس الجمعة، أن صاروخا روسيا استهدف مبنى في منشأة زابوريجيا النووية جنوب شرق أوكرانيا، مؤكدًا أن أكبر محطة نووية في أوروبا هي الآن تحت سيطرة موسكو. ورأى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لجوءًا من موسكو إلى “الرعب النووي” ومحاولة “لتكرار” كارثة تشيرنوبيل. في حين اتهمت وزارة الدفاع الروسية المقاتلين الأوكرانيين بالتسبب في الهجوم على المنشأة النووية.
وقال غروسي في مؤتمر صحافي أمس، إن قذيفة أصابت مبنى داخل المنشأة، مبينًا أن المبنى الذي احترق لا يوجد به مفاعل نووي، مؤكدًا عدم تسرب أي مواد مشعة بعد استهداف المحطة.
كما كشف إصابة 2 من رجال الأمن بجروح، مطالبًا بتجنب التصعيد بالقرب من المنشآت النووية في أوكرانيا. وأعلنت الوكالة الذرية أن أوكرانيا لم ترصد “أي تغير” في مستوى الإشعاعات في المحطة بعد القصف والحريق. ووجه مدير عام الوكالة الذرية، رسالة لروسيا وأوكرانيا قائلًا “يجب عدم المساومة على السلامة النووية”. وقالت الوكالة في تغريدة أخرى إنها “تدعو إلى وقف استخدام القوة وتحذر من خطر جسيم إذا أصيبت المفاعلات”.
بدورها، أعلنت السلطات الأوكرانية أن فرق الإطفاء تمكنت من إطفاء الحريق، إذ قال جهاز الطوارئ التابع للحكومة في بيان “تم إخماد النيران. ليس هناك ضحايا”.
وأعلنت أوكرانيا أمس الجمعة سيطرة الجيش الروسي على محطة زابوريجيا، إذ قالت هيئة الرقابة النووية إن الموظفين الأوكرانيين يواصلون العمل في المحطة رغم سيطرة الجيش الروسي عليها.
استفزاز وحشي
وألقت وزارة الدفاع الروسية في بيان أمس الجمعة مسؤولية الهجوم على موقع محطة زابوريجيا، على مخربين أوكرانيين لافتة إلى أنهم قاموا بعمل “استفزازي وحشي”.
كما أشارت إلى أن القوات الروسية سيطرت على الموقع سابقا، وأمنت الحماية “لزابوريجيا” منذ عدة أيام.
وقال المتحدث باسم الوزارة إيجور كوناشينكوف إن المحطة النووية تعمل بشكل طبيعي وإن المنطقة تخضع للسيطرة الروسية منذ 28 فبراير.
وأضاف “الليلة الماضية في المنطقة المجاورة لمحطة الكهرباء، قام نظام كييف القومي بمحاولة استفزاز وحشية. قرابة الساعة الثانية فجرا خلال دورية حراسة في المنطقة المجاورة لمحطة الطاقة النووية في زابوريجيا، تعرضت دورية متنقلة للحرس الوطني لهجوم من مجموعة تخريبية أوكرانية”. وتابع “تم إطلاق نيران أسلحة خفيفة كثيفة على جنود من الحرس الوطني الروسي من نوافذ عدة طوابق في مجمع تدريب يقع خارج محطة الطاقة”. وقال: إن الدورية الروسية ردت بإطلاق النار لصد الهجوم وإن “المجموعة التخريبية” تركت مجمع التدريب وأضرمت النيران فيه أثناء مغادرتها. ويتعارض كلام المتحدث الروسي مع الرواية الأوكرانية للأحداث.
الرعب النووي
وإثر هذا القصف، اتهم الرئيس الأوكراني روسيا باللجوء إلى “الرعب النووي” والسعي “لتكرار” كارثة تشيرنوبيل.
وقال زيلينسكي في رسالة عبر الفيديو “ليس هناك أي بلد آخر في العالم سوى روسيا أطلق النار على محطات للطاقة النووية. إنها المرة الأولى في تاريخنا، في تاريخ البشرية. هذه الدولة الإرهابية تلجأ الآن إلى الرعب النووي”.
وأضاف أن “أوكرانيا لديها 15 مفاعلًا نوويًا. إذا حدث انفجار، فستكون نهاية كل شيء، ستكون نهاية أوروبا، سيتم إخلاء أوروبا”.
وحذر الرئيس الأوكراني من أنه “فقط تحرك أوروبي فوري يمكنه أن يوقف القوات الروسية. يجب أن نمنع أوروبا من الموت بسبب كارثة نووية”.
وذكر زيلينسكي بأنه بسبب كارثة تشيرنوبيل في 1986 “مئات الآلاف عانوا من عواقب وعشرات الآلاف تم إجلاؤهم. روسيا تريد تكرار ذلك، وهي تكرره الآن”.
تهديد أوروبا
وبحث الرئيس الأوكراني هذا التطور مع كل من نظيره الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون. وقال البيت الأبيض في بيان إن بايدن “حض روسيا على وقف أنشطتها العسكرية في المنطقة والسماح لفرق الإطفاء وطواقم الإنقاذ بالوصول إلى موقع” المحطة.
من جهته، قال مسؤول كبير في الرئاسة الأميركية إن لا مؤشر في الوقت الراهن على “مستويات إشعاعية مرتفعة”.
وفي لندن، قالت رئاسة الوزراء إن جونسون حذر إثر محادثة هاتفية مع زيلنسكي من أن تصرفات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين “المتهورة” يمكن أن “تهدد مباشرة سلامة أوروبا بأسرها”. وأفاد داونينغ ستريت في بيان أن “رئيس الوزراء قال إن تصرفات الرئيس بوتين المتهورة يمكن الآن أن تهدد سلامة أوروبا بأسرها”، مشيرًا إلى أن جونسون سيسعى لأن يعقد مجلس الأمن الدولي في غضون الساعات المقبلة اجتماعًا طارئًا لبحث هذه المسألة.