العدد 4876
السبت 19 فبراير 2022
banner
على شفا حرب
السبت 19 فبراير 2022

لا أعلم حتى لحظة كتابة حروف هذا المقال ما يمكن أن يحدث في الأيام القادمة في الشرق الأوروبي، فعلى الرغم من بوادر خفض التصعيد فيما يخص احتمال غزو روسي لأوكرانيا، إلا أن تطورات الأحداث مازالت تحمل زخما كبيرا، فعلى الرغم من ذهاب جمع من المراقبين وكنت من ضمنهم لاستبعاد أي غزو روسي لأوكرانيا إلا أن جميع الخيارات فعلياً متاحة وممكنة في ضوء المستجدات الراهنة.
مازالت الولايات المتحدة الأميركية إضافة للدول الأوروبية تحاول بكل قوتها ثني روسيا عن غزو أوكرانيا، هذا ما نراه ظاهرياً، إلا أن ثلة من المراقبين ترى أن واشنطن تريد أن تستدرج روسيا لمستنقع تستنفد فيه قوتها، بحيث ينهكها عسكرياً واقتصادياً، في حين ترى ثلة أخرى أن روسيا نفسها لا تضمر أية نية حقيقة في غزو أوكرنيا، بل إن جل تحركاتها تدور في محور الترهيب والردع الاستراتيجي، فالدولتان تعلمان كما يعلم العالم أن كلفة الدخول في حرب على مستوى اللاعبين الكبار ستكون تكلفتها عالية جداً على جميع الأصعدة وهي التكلفة اللتي يعي العالم أنه ليس بمقدوره تحملها.
منطلق روسيا في حماية أمنها القومي واقعي جداً إذا ما حيدنا آراءنا للحظة في الأسلوب الذي من الممكن أن تعبر عنه، وهو ما تقابله على الطرف الآخر شرعية المنطلق الذي تبني عليه أوكرانيا مطالبتها بالانضمام لحلف شمال الأطلسي كدول كاملة السيادة، الأمر الذي ترى فيه موسكو أنه يتقاطع ويهدد أمنها واستقرارها.
الكثير من الدبلوماسية وفيض من جلسات الحوار هو ما يحتاجه الطرفان للتوصل لنقطة تفاهم، وإن كانت في قراءة أولية صعبة لحد ما، لكن لابد أن تكون هناك نقطة التقاء، وهو ما يجب أن تدعمه جميع الدول والأطراف الدولية في سبيل تجنيب العالم حربا من الممكن أن تقوم بناء على أي استفزاز أو تصريح من الممكن أن يساء فهمه، فإذا ما قامت أي حرب هناك فالأمر الأكيد أن نارها ستطأ العالم أجمع، لذلك وجب تكثيف الجهد الدولي لتجنيب العالم أية عواقب لهذه الحرب المحتملة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .