العدد 4757
السبت 23 أكتوبر 2021
banner
إيران.. شرارة في مجتمع مستعد للانفجار
السبت 23 أكتوبر 2021

يتدافع هذا السؤال في أذهان العديد من المواطنين، وحتى المراقبين ومحللي الأخبار المتعلقة بإيران، لماذا يلجأ هذا النظام الفاشي إلى أساليب القمع في مواجهة المجتمع الإيراني المتفجر، ويعمد إلى التوجه نحو المزيد من إثارة الأجواء ضد الحكومة، بدلا من السعي إلى تحييد التوتر، وإرساء الهدوء في البلاد؟ بمعنى أن هذه الأساليب في حد ذاتها أصبحت وقودًا لاندلاع احتجاجات أخرى.
ونقول بصراحة متسائلين: ما هو الداعي لقيام هذه الحكومة بهدم مأوى المحرومين الوحيد على رؤوسهم في برد الشتاء القارص؟ لماذا يُعتبر إطلاق النار على العتالين وناقلي الوقود المضطهدين، وفرط عقد الأكشاك المتواضعة للعاملين بالنوافة وسرقتها؛ أمرًا حيويًا للحكومة؟ لماذا يتخذون إجراءات تذكرنا بهمجية المغول الإيلغاريين؟ لماذا يلجأ المسؤولون في هذا النظام الفاشي إلى استخدام تدابير تذكرنا بقوات “إس إس” النازية المكروهة؟ ألا يدركون أنه يتم تصوير هذه المشاهد في عصر الاتصال الجماهيري، ويراها المشاهدون على نطاق واسع، ويبدون ردود فعلهم عليها؟
ومن الأمثلة الشنيعة والمثيرة للاشمئزاز على القمع، التي شاهدها العديد من المواطنين، هو قيام رجل أمن متنكر في ملابس مدنية بتقييد فتاة شابة من يديها وقدميها، والإلقاء بها في شاحنة دورية الإرشاد. إن الشرع الريائي الذي يكرِّسه الملالي ليفعلوا ما شاءوا بحجة الحفاظ على العفة وارتداء الحجاب بالجعجعة والعنفوان، يقف صامتًا تجاه هذا الموقف المهين، ويسمح لهذا الضابط المتنكر في ملابس مدنية بالإقبال على ممارسة أي نوع من الإهانة في وضح النهار ضد الغريبات. فلماذا كل هذا حقًا؟
الحقيقة هي أن خامنئي يعلم أن هذه الإجراءات القمعية من الممكن أن تكون بمثابة شرارة في مجتمع مستعد للانفجار، بيد أنه لا يمكنه أن يتخلى عن نقطة الارتكاز هذه، نظرًا لأن القمع جزء لا يتجزأ من طبيعة هذا النظام الفاشي، ويمثل إحدى ركيزتي وجوده.
وهذه هي الإشكالية التي يواجهها نظام الملالي وتقيِّد يديه على الرغم من طبيعته القمعية. لذا، فإن هذا النظام الفاشي يبذل قصارى جهده لتنفيذ ما شاء من القمع والسلوكيات الإجرامية خلف الجدران بعيدًا عن عيون الكاميرات، بيد أن تقنية الإنترنت والهاتف المحمول أدت إلى نشر بعض الأمثلة على هذه الجرائم خارج السجون. “مجاهدين”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية