العدد 4662
الثلاثاء 20 يوليو 2021
banner
نقطة ارتكاز د. غسان محمد عسيلان
د. غسان محمد عسيلان
الناس والعيد... وكورونا!
الثلاثاء 20 يوليو 2021

يأتي عيد الأضحى هذا العام وما تزال جائحة كورونا تُخيم على البشرية بشكلٍ مُقلِق، إذ ما تزال السلالات المتحورة من الفيروس خطرة بل فتاكة، وتتزايد مشاعر القلق في شتى أنحاء العالم بعد أن تجاوزت أعداد وفيات كورونا أربعة ملايين إنسان، وتتصاعد الأعداد يوميًّا!

وما يزال هذا العدو الخفي يواصل خنْق الحياة بكُلِّ تفاصيلها في عدد من البلدان، وها هي مدن كبرى ومقاطعات في أستراليا تُعلن الإغلاق العام، والكثير من الدول مهددة باتخاذ نفس الإجراءات القاسية، وهذا بالقطع يؤدي إلى حرمان النَّاس من ممارسة أنشطتهم الحياتية بأريحيَّة، كما يؤثر على أعمالهم ومصالحهم، ويحرم الكثيرين من تدبير شؤونهم وكسب معايشهم!

والعيد - كما هو معروف - مناسبة للتزاور وإقامة الحفلات، لكن مع استمرار جائحة كورونا ينبغي للجميع في مختلف الدول التخفيف من تنقلاتهم، والحد من الزحام في التجمعات الكبيرة لاسيما في الأماكن المغلقة، والالتزام بالإجراءات الاحترازية لمواجهة أي انتشار محتمل - لا قدر الله - للسلالات المتحورة من فيروس كورونا، خصوصا سلالة (دلتا) التي ثبت شدتها وقسوتها في عدة دول تفشت فيها.

ولا تخفى على أحد النتائج الكارثية في الهند بسبب التجمعات الحاشدة وعدم الالتزام بالتعليمات الصحية، الأمر الذي نجمت عنه إصابة عشرات بل مئات الآلاف، وظهور المتحور (دلتا) وانهيار المنظومة الصحية، وعدم مقدرتها على استيعاب الأعداد الهائلة من المصابين، الأمر الذي تسبب في موت الكثير من الضحايا.

ولقد شاهدنا في عالمنا العربي تدهور الأحوال الصحية في تونس بسبب نفس المتحور، وحتى لا يتكرر نفس المشهد في دول أخرى بعد عيد الأضحى على الجميع الالتزام بالإجراءات الاحترازية، وحبذا أن يبقى الجميع في منازلهم خلال العيد، وألا يخرجوا إلا للضرورة، وأن يبتعدوا عن الأماكن المزدحمة.

ونحن هنا لا نبث الرعب والخوف في النفوس، بل ندق نواقيس الخطر ليكون الجميع على حذر، فلا يزال فيروس كورونا يواصل انتشاره على نطاق واسع في أنحاء العالم بالرغم من اتساع نطاق حملات تناول اللقاح والتحصين ضد الفيروس، وكلنا يعرف الحكمة القائلة “درهم وقاية خير من قنطار علاج”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .